احذروا التافهين والترويج لتفاهاتهم فالإستحقاقات على الأبواب
كثرت في العقود الأخيرة صناعة التفاهات وتمددت هذه الصناعة أفقيا وعموديا وتنوعت بتعدد المشتغلين فيها والراعين لمنتجي هذه الصناعة ،خاصة ، مع انتشارالوسائط الإجتماعية وعالم السرعة وانفتاح الأمم بعضها على بعض عن طريق النت إلى أن اكتسحت معظم البيوت واهتمام الناس ..
ففي مجتمعات الغرب والولايات المتحدة خاصة قيم بحملات توعوية للتوقف عن هذه الصناعة التي تؤثر سلبا على استلاب الأجيال الناشئة وتهجين الشعوب المتحضرة واستغفال العقلاء برواج التافهين وجعل تفاهاتهم مثالا للشهرة والتألق في فضاء العالمية وسلالم الرقي …
الفنان العالمي بابلو بيكاسو .خطرت له ذات يوم فكرة عابثة ساخرة؛ حيث جاء بقطعة قماش بيضاء, و قربها من ذنب حمار مربوط, بعد أن صبغ الذنب بألوان مختلفات، و أغرى الحمار بتحريك ذنبه يمينا و يسارا, صعودا و هبوطا ، حتى ارتسمت على القماشة خطوط لا معنى لها ؟! ثم جعل لها إطارا جميلا , و وقّع في احد أطرافها، و أراد أن يختار لها اسما، و أمر طبيعي أن يكون هذا الإسم كما اللوحة لا معنى له, فاختار اسم ( طحالب الصبايا ) و عندما عرض بيكاسو لوحة ( طحالب الصبايا ) في أحد المعارض ، جاء نقاد الفن يدرسون و يحللون و يستنبطون منها روائع وعظمة الفن, ووصفوها مرة ببديعة القرن العشرين، و مرة معجزة ليس لها في التاريخ مثيل, و أخرى برائعة الفن المعاصر، و بعضهم عجز عن إيجاد الكلمات المناسبة المعبرة؛ لأنها فاقت التصور…! ، كما تناقلت الصحف و المجلات حديث النقاد ، و نقلته من لغة إلى أخرى ( فملأت هذه اللوحة الدنيا و شغلت الناس ) حتى بيعت اللوحة بـ ( 350 ) ألف جنيه إنكليزي ). …..!!
ونحن مقبلين على استحقاقات على الأبواب ينتظر الكثيرون مخرجاتها بفتور يلازمه ملل حد اليأس من إخراج البلاد من وحل الروتين السياسي ؛ لنُحذّر اللاعبين والناخبين على السواء من دعايات التافهين ومنتجات التفاهة حتى نضع حدا لهذه الظاهرة المدمرة .