مخطئ من ظن يوما../ اسحاق الكنتي
ضمن سياسة التهدئة والانفتاح على المعارضة، بكافة شخوصها، استقبل برام في الدوائر العيا للنظام، فاغتبط بذلك ودشن موقعا جديدا على مستوى الخطاب السياسي. جمد الشتيمة، وخزن الإساءة، وغلف التحريض.. أصبح قادرا على صياغة جملة مفيدة تحمل فكرة قابلة للنقاش. وذهب به الحماس والفرح بما فتح عليه من مغانم، لم تكن (اسلاليخ) وإنما أنحاير في تآزر، واسقايط في قطاعات أخرى.. إلى إعلان (اجبرت صاحبي) ليبدأ شهر العسل، وعام الغزل مع النظام.. تعددت الخرجات الهادئة، والتصريحات الموزونة، فظن الموريتانيون أن بيرام قرر أخيرا السير في درب عبده من قبله قادة وطنيون مثل مسعود ولد بلخير، وبيجل ولد هميد… لكن مارد المحرقة والإساءة ما لبث أن انتفض فعاد برام لما يتقنه.. انتكس برام حين علم أن “حزب الرگ” لا يستوفي الشروط القانونية، وأن تزكيات الترشح للرئاسة ربما تستعصي في الاستحقاقات القادمة، وقد يجد نفسه خارج الصواب يبحث عن يافطة جديدة يدخل بها البرلمان الذي يقاطع جلساته…
كل هذه العوامل تجعل برام يضرب برجله في كل الاتجاهات، إلا تجاه المرمى، ويعود إلى قاموسه المشتعل، وعباراته الانشطارية. وكلما اقتربت الاستحقاقات “تبيرم ” أكثر تعبيرا عن إحباطه الحقوقي، وخيبة أمله السياسية. وتبينت النخبة السياسية، بصوابها، وإصلاحها، واتحادها، أن برام لا يمكن “استئناسه”، ومجيره كمجير أم عامر.. ومخطئ من ظن يوما…