مورتانيا الأعماق وعيد الأضحى ” تفاصيل حصرية “
كلما اقتربت الأعياد اشتدت الحاجة إلى اقتناء أفضل اللبس والذبائح وازدحمت الأسواق بالمتبضعين والمتسوقين ودخل السوقَ أصناف الناس حتى اللصوص على اختلاف أجناسهم وحيلهم في فنون النشل ،إذ لاتكاد تميزهم بين الحاضرين في تلك السوق ..
ومما لفت نظري في هذا العيد خلو هذه الأسواق من معظم تلك المظاهر حتى إنك تسمع همس الباعة والعارضين بشتى عبارات الإستياء من قلة المبيعات وشح النقود وغلاء السلع والخدمات ويُلقون باللوم على النظام القائم دون تبرير لحجم التهمة ولا اكتراث بعواقبها مالم تجد من يبرر مايعيشه هؤلاء من كساد وقلة ذات اليد ..
فقد دخلتُ اليوم على أحد المحلات لأشتري لباسا للأطفال فإذا بسيدة تقاطع مفاوضاتي الحادة مع التاجر طالبة منه أن يرد عنها بطاقة تزويد موريتل لأنها كانت تريد ربع كلغرام من السكر وبنبرة لاتخلو من غضب ،رد عليها البائع لست من باعك هذا الرصيد وليس لدي سكر حتى أبدله لك بالبطاقة فلعلك أخطأت المكان يقول صاحبي ،وبعد أخذ ورد واتهام متبادل أخذت حدته السباب والشتائم ، اضررت شخصيا للخروج من المحل حفاظا على سلامتي مما قد ينجر عن تلك الخصومة التي حولت المكان في ثوان إلى زحمة من الفضوليين والمعجبين بالتصادم خاصة في هذا الظرف المميز !..
وبعد ساعتين مررت بالمحل ولم أر فيه ولاحوله أي مظهر مما تركت فيه قبل ساعتين وحين أخبرني أحد جيرانه بأن السيدة كانت على حق فقد كانت تنوي شراء كلغرام من العلف لبقرتها العجفاء ،لكن المحل المقابل للتاجر من الناحية الأخرى في السوق هو من باعها الرصيد من فئة 50 أوجديدة ،وهو مالم يتضح للوهلة الأولى لصاحبي التاجر المسكين !!..حين حلف بجامع الأيمان وخاصها بأنه لم يبع في حياته سكرا ولاعلفا ولابطاقة تزويد من أي شركات الإتصال لأنه يمقتها أصلا ويكتوي بنار خدماتها الرديئة دوما …
ولعل الكساد والغلاء المذهل والجفاف المستفحل كانت من بين العوامل التي أفسدت طعم العيد وغيرت من طبائع الناس هنا في موريتانيا الأعماق وزاد من حوادث مشابهة كانت أقرب إلى التندر منها إلى الواقع ..
وكفى الله البلاد شر الكساد والجفاف .