مدينة لعيون / خاطرة من أحد أبناء المدينة
فَما حَسَنٌ أَن تَأتِيَ الأَمرَ طائِعاً
وَتَجزَعَ أَن داعي الصَبابَةِ أَسمَعا
بَكَت عَينِيَ اليُمنى فَلَمّا زَجَرتُها
عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا
وَأَذكُرُ أَيّامَ الحِمى ثُمَّ أَنثَني
عَلى كَبِدي مِن خَشيَةٍ أَن تَصَدَّعا
قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى — و قل لنجد عندنا أن يودعا
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربا — و ما أحسن المصطاف و المتربعا
وحدثني جليسي عن مدينة لعيون، فأسهب و فصل. حدث عن أحيائها و عن ماءها و عن سهولها ونجداها و عن أهلها الطيبين. فلامس وترا عازفا و شوقا دفينا.
و في مدينة لعيون سر من أسرار الجمال لايراه إلا العاشقون أهل الوله و صفاء المحبة.
وقربن أسباب الهوى لمتيم … يقيس ذراعا كلما قسن إصبعا
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا.
و هل أنسى تلك المساءات القادمة من خلف التلال ومن بين رؤوس الجبال. وعلى أديم تلك الأرض. مساءات تبعث على الحياة،
مساءات العيون ذوات الشفق المائل للحمرة حين تميس الشمس للمغيب في لحظة وداع، و الوداع صنوف.
مساءات العيون شوارد لا يأتين إلا لماما. فيهن من جمال الطبيعة سحر آسر. ولهن نسمات يأتين عفوا. فيبعثن في الحياة خلقا جديدا.
فليست عشيات الحمى رواجع….. عليك ولكن خل عينيك تدمعا
المساء في تلك المدينة كساء من جمال تتوشحه المدينة النائمة على خصر الكدية ينفث فيها من سحر جمال الطبيعة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت.
من إنتاج المدون : إخليهن ولد لمرابط