الظلم البواح …/ محمد حبيب الله ولد الحاج محم
الظلم هو أن تكون مواطنا، وأن لا يكون لك وطن، أن تأتمن السارق فيسرقك، أن تلجأ إلى القاضي فيقضي عليك، أن ترعى حلمك سنين عددا، فيعصف به متهور هاو، أن يكون لك شعب إذا ظلمت العدالة صمت، وإذا عدلت شمت، أن يرفع المتملق فوق الرؤوس خوفا من لسانه و طمعا في صدى حباله الصوتية، الظلم هو أن يداس على الوطن بأرجل أو برجال ملوا النهب والسلب فأورثوا نياشينهم وإداراتهم لأحفادهم أبا عن جد، بلا حياء أو خجل أو وجل، فكرروا النشيد بمفهوم مقلوب”موريتان لنا ولا لغيرنا.”
على أديم هذه الأرض من يحلم بوطن لا لون فيه، لا تمييز، لا غبن، لا حرمان، وطن يقوى فيه الضعيف بحقه، بلا منة وبلا توثيق أو تصوير، ابتعدوا يرحمكم الله – ما استطعتم إلى ذلك سبيلا- عن القيل والقال، واعلموا أن البناء يتطلب الهدوء والسكينة والعدل، ابتعدوا عن تبني الرؤساء والتعليق على الرؤساء، والتحدث عن الرؤساء، نجح الرئيس، صمت الرئيس، تكلم الرئيس، حكم على الرئيس، فكل الرؤساء أبناء هذا البلد ندفع لهم من مال الشعب، من أخطأ منهم فقد دفعتموه لذلك دفعا، ومن أحسن منهم فقد نجا -بصعوبة- من حيلكم، فأنتم بطبعكم تسيئوون صناعة الطغاة وتحسنون التخلص منهم عند أول منعطف.
الوطن غني بموارده، قوي برجاله ونسائه، قدموا من يستحق، وأشفقوا على البعض فقد مل الواجهة وملته، حاكموا بعدل، واحكموا بهدوء، لا يدفعكم حماس من يحسن التنكر، ولا خمول من يسيء التقدير، ولا تمنعكم العاطفة عن رد ممتلكات هذا الشعب التي أعطيت عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
تحياتي.
محمد حبيب الله ولد الحاج محم.