حول ارتفاع الإسعار / د. مولاي اب ولد اكيك
ليست موريتانيا وحدها من تشهد، منذ فترة، حالة غلاء وإرتفاع في الأسعار. فأغلب دول العالم ضربته موجة قوية لأسعار المواد والخدمات بشكل عام ولأسعار المواد الغذائية بشكل خاص، مما بات يهدد بارتفاع معدلات التضخم الى مستويات عالية وعالمية.
يُرجع البعض أسباب هذا الإرتفاع الى:
1• ارتفاع الطلب على المواد الغذائية الأساسية وسعي الدول الى تأمين مخزون من مختلف السلع يضمن تحقيق الأمن الغذائي لها ويبدد المخاوف المنبعثة من انتشار الوباء؛
2• السبب الثاني مرتبط بأزمة المناخ التي تسببت في وجود طقس جاف في البلدان الرئيسة المصدرة للأغذية، بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل وروسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة. وقد أدى ذلك، في بعض الحالات، إلى عدم تغطية العرض الطلب؛
3• ارتفاع تكلفة الشحن البحري (تضاعف السعر مرتين إلى ثلاث مرات) والنقل التي تشكل جزءا مهما من أسعار المستهلك.
وموريتانيا بوصفها إحدى الدول النامية وتعتمد بشكل شبه كامل على الخارج في توفير إحتياجاتها من الغذاء والدواء ومواد البناء و و و .. سيكون وطأة ارتفاع الأسعار فيها أقوى وأشد على المستهلكين.
4• هناك عامل إضافي يتمثل في جشع التجار ورغبتهم في تحقيق أرباح مالية عالية، وذلك يكون عن طريق احتكارهم لأسعار سلعة ما والتحكم في ذلك السعر بالزيادة نتيجة قلة المعروض منها في الأسواق.
وعند مطالعتنا لمستويات الأسعار في دول الجوار، نجد أن المغرب يشهد هو الآخر موجة من ارتفاع الأسعار، فقد أظهرت بيانات المندوبية السامية للتخطيط أن شهر يونيو الماضي عرف اسعار الزيوت ارتفاعا قدر ب 0,9% و”القهوة والشاي والكاكاو” ب 0,3% و المحروقات ب 1,2%.
وعند مقارنة الأسعار مع نفس الشهر من السنة السابقة، يتضح أن أسعار الاستهلاك ارتفعت ب 1,5% خلال شهر يونيو 2021. وقد نتج هذا الارتفاع عن تزايد أسعار المواد الغذائية ب 0,9% و أسعار المواد غير الغذائية ب 2,0%. وتراوحت نسب التغير للمواد غير الغذائية ما بين انخفاض قدره 0,3% بالنسبة للمواصلات و ارتفاع قدره7,1% بالنسبة للنقل.
إذا نظرنا إلى الجارة الجنوبية (السنغال)، نجد أنها ليست بأفضل حال، وعرفت هي الأخرى إرتفاعا في المؤشر الموحد لأسعار الإستهلاك خلال شهر يوليو 2021 بنسبة 1.9٪ مقارنة بـالشهر السابق. وبلغ ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية والمشروبات غير الكحولية (+ 3.6٪).
كما ارتفعت أسعار مواد البناء ب 1.9% خلال شهر يوليو الأخير.
وعرفت تكلفة بناء مسكن جديد للاستخدام السكني زيادة بنسبة 3.0٪ في الربع الثاني من السنة 2021.
إذن في المجمل، موجة ارتفاع الأسعار كوباء كوفيد 19 ضربت العالم بأسره ولم ينج منها الا من رحم ربك.
(الصورتين لمنحنى مؤشر الموحد لأسعار الاستهلاك في كل من المغرب والسنغال)