إلى ولاة الأمر : رسالة من مفتش تعليم أساسي “شعر “
قل للرئيس وللوزير الأول ووزير مالية البلاد المقبل
ووزير تهذيب العقول ورهطه من ساكني ذاك المكان الأعزل :
إني تعلمتُ القراءة مثلهم والخطً فى ريف قَصِيٍ مهمل
خلف الرمال بمنزل متهالك فى حجرتين من الطراز الأول
أغدو بكورَ الطير أحمل عدتي ومع السقاة أعود بالمتحصل
فى جَيْب سروالي القصير من الكس ور وفستق السودان زادُ المنزل
ومعلمي شيخ وقور قدوة فى شرحِه للدرس حَزٌ المفصل…
ثم انتقلت إلى المدينة ضَيْفَنََا من دون زَيٍ لائق أو مأكل
ونجحت من بعد العناء معلما وبذلت فى التعليم ما لم يبذل
لم يثنني عنه العناء ولا العيا ء ولا الهزال ولا قصور تحملي
جُبت البلاد من الشمال إلى الجنو ب إلى أقاصى الشرق حتى معقل
ثم انتقلت إلى الجنوب مفتشا بمشاكل ومواجع وتثقل
ولبثت فيه سنين يوسف حاصدا من سنبل الأسفارأعجَفَ سنبل
وبراتب نحت الهزال رموزه حتى رماه إلى الحضيض الأسفل
وشفيت فيه مواجعي بمواجع وحللت فيه مشاكلي بالمشكل
وعلت بكم فوق الزميل مناصب: بالعلم، او بالسيف، أو بتدخل
فتذكروا: من للمناصب دلًكم بسؤاله :عن مهنة المستقبل
وبشحذه همم العلا بنفوسكم حتى هداكم للطريق الأمثل
لا تمنعوه حقوقه فبنوكمُ فى حاجة لورود ذاك المنهل
ونضوبه يعنى ذبول ورودكم فالغرس إن يعدُ السقاية يذبل
ردٌ الجميل من الجميل وليس يُح سِنُ ردًه غيرُ الكريم المجمل.
الشاعر المبدع المفتش:
عبد العزيز ولد عبد الرحمن.