“رسالة موجهة إلى السادة الأشراف في أنحاء العالم”

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أما بعد؛ فيقول الله تعالى: ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً﴾ صدق الله العظيم.
إننا في “منتدى أشراف موريتانيا” في “بلاد شنقيط”، نرفع إلى إخوتنا وأبناء عمومتنا الأشراف في الوطن العربي والإسلامي، أسمى آيات التقدير والأحترام، متمنّينَ لهم دوام الصحة والعافية، ونخصُّ من بينهم نقاباتِ الأشرافِ، وكلَّ المهتمين بأنساب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين يشتركون معنا في تحمل مسؤولية الذب عن النسب الشريف، وحماية جنابه من المتسللين إليه، كما نسعى إلى الاعتراف بنسب من يثبت انتسابه شرعاً، وتثبيت انتمائه للدوحة الشريفة.
وفي ذلك السياق، رأينا من الواجب علينا أن نُطْلعكم على حقيقة ظاهرة طارئةٍ ونابِتةٍ سيّئةٍ ظهرت في عشرينيّة القرن الحادي والعشرين، تتمثل في شخص يدّعي أنه يسمى: “الحسن بن سليمان بن موسى بيدي الصالحي الحسني”، وله صفحة على الفيس بوك بهذا الاسم.
*حقيقة اسمه ونسبه:
هو الحسن بن سليمان، ولا يعرف أهله الذين وُلدَ فيهم وربَّوه اسمَ جده المباشر.
أبوه في الأصل من مجموعة “الفُلّان”، وقد عاش بين أشياخه فزوَّجوه امرأةً منهم، ولم يَذكُر لهم اسمَ ابيه، مات سليمان عن ابنه وهوحمل أوعند ولادته؛ فتَربّى يتيماً عند شيوخ والده وعند أخواله، إلى أن شب وقوِيَ عودُه، فالتحق بالعاصمة انواكشوط، وبما أنه لا يملك أوراقاً ثبوتيّة؛ فقد طلب من أحد زملائه الطلاب أوراقاً ليدخل بها بعض المسابقات، فأعطاه طالب يدعى الخليل محمد خيري أوراقَه، فشارك في الامتحانات بذلك الاسم؛ ثم دخل المعهد السعودي بنواكشوط ودرس فيه، وفي تلك الأثناء قرَّر رحلةَ البحث والتحري عن نسبه، فلما تعذّر عليه معرفةُ اسم جده، اختلق جدّاً يُدعى موسى بيدي، ثم اختلق له نسباً إلى العِترة الشريفة بِجُرأة لا يمكن تصوُّرها، مخالفاً نصوصَ الوعيد في ذلك، من قبيل: “من انتسب إلى غير أبيه أوتولّى غيرَ مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً”.
ولمّا كان يحمل اسماً منتَحَلاً في أوراقه الثبوتيّة “الخليل محمد خيري” يُغايِر اسمَه الحقيقيّ “الحسن سليمان”، فقد أستصدر شهادةَ وفاة لاسمه الحقيقيّ لكي يسجّل أطفاله حتى يتمكنوا
من الدراسة
“فالحسن الآن متوفّىً رسميّاً”
غفر الله لنا وللمسلمين.
وقد تعرض لظروف اجتماعية جذّرت لديه عُقدة النسب، فقرّر الانتقام من قبائل الأشراف التي لم تتقبل تزويرَه وانتحالَه للنسب الشريف، بل رفضته، فبدأ الطعن في أنساب قبائل الأشراف في موريتانيا جملةً وتفصيلاً، ولم يُثبِت الشرف إلا لأهل “كُمْبِي صالح”، الذين قرر هووحده أن يكونوا أشرافاً، وقرّر أن يكون هو نقيبَهم، ولم يقبل بشرف غيرهم إلا قليلاً، حسب مزاجه وهواه.
ولم يكترث لكون المؤرخين لا يعرفون قبيلةَ بني صالح في موريتانيا أصلاً، لأنها غير موجودة.
أما الأشراف الذين طعن فيهم فمنهم:
– الأدارسة: الذين
قرر أنه لا يوجد من ينتمي
لهم في موريتانيا.
– الجيلانيون، أبناء الشيخ عبد القادر الجيلاني، فقد زعم أن عبد القادر الجيلاني فارسيُّ النسب،
وليس من الأشراف.
– السليمانيون، أبناء محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل، زعم أنهم لا يوجدون في موريتانيا.
– السجلماسيون، أبناء محمد النفس الزكية، كذلك… إلخ
كما لم يسلم منه الأشراف الأدارسة، والعلويون ملوك المغرب الحاليّون؛ فقد طعن في الجميع؛ ليس لأنه يستند في ذلك إلى مراجع معتبرة، بل لمجرد الهوى، ولِعُقدة النسب التي يعاني منها “اختلاقه لنسبه”؛ فنسبُه كما رأيتم أوهى من بيت العنكبوت.
*مستواه المعرفي:
ليست للحسن المذكور شهادةٌ في النسب ولا في التاريخ، لا من جامعة ولا من عالم مؤرخ؛ يشهد له بصحة النقل وسعة الاطّلاع، وإنما اقتحم مجال التاريخ والأنساب متقمّصاً ومنتحلاً شخصيةَ الباحث النسابة المؤرّخ، كما فعل
مع اختلاقه لنسبه.
*أمانته العلمية:
لا يُتوقّع ممن بدأ حياته بتزوير أوراقه الثبوتية، أن يكون أميناً في النقل والبحث العلمي؛ لذا ترى الحسن هذا ينقل نصوصاً يكذب في عزوها، وأحياناً يقتطع الكلام عن سياقه؛ فيترك ما يفنّد قوله، ويأخذ ما يرى أنه يؤيد قوله، وينفي العقب عمّن يشاء من مشاهير المعقّبين، ويُثبت ذريّةً لأسماء مجهولة. وأحياناً يقول إنه لا يعلم كذا وكذا، وكأن ما لم يعلمه هو لا يمكن
أن يعلمه غيره!
ومع كل ذلك، نراه يصحح شرف بعض من لم يكن له نسب معروف إلى العترة النبوية، ممن يبذلون له خدمات مقابل ذلك.  ومن المفارفات العجيبة، أن من عرف بالكذب والتزوير والطعن في الأنساب، يظهر بمظهر المدافع عن الشرفاء والنسب الشريف! هذا هوالمضحك المبكي،
وشر البلية ما يُضحك.
*الحسن بن سليمان المنبوذ:
كان “الخليل محمد خيري” مقيماً بالإمارات، ولما أطلق لسانَه في أنساب الناس ظلماً وبغياً، أخرجته الإمارات مطروداً؛ ففرّ إلى السعودية، وفي السعودية واصل نشاطه في الطعن في أنساب أشراف موريتانيا وقذفهم، بل ضاعَفَه؛ بالتأليف تارةً وبالصوتيّات تاراتٍ أخرى.. محاوِلاً الوقيعةَ بين مكوِّنات مجتمع البيضان “العنصر العربي في موريتانيا”، مختلقاً بعض الروايات التي تبثّ الفُرقة والضغينة بين مكونات المجتمع الموريتاني؛ فاستدعته قنصلية موريتانيا في جدّة، وحذرته من الاستمرار في تفكيك نسيج المجتمع بتسجيلاته وكتاباته؛ فتعهد بالسكوت والإقلاع، لكنّه لم يستطع أن يفي بوعده، فواصل الطعن والتفرقة، إلى أن وصلته أنباء عن رفع دعوى ضده في المحاكم السعودية، حيث اتصل به المحامي فاختفى، ثم فر إلى موريتانيا، لكن “مجموعة منتدى أشراف موريتانيا” كانت في تلك الأثناء تضع اللمسات الأخيرة على دعوى قضائية ضده بسبب قذفه الصريح للأفراد والمجموعات، فهرب إلى السينغال، والآن نسمع به مرة يدخل موريتانيا متخفّياً ثم يخرج، فهو لا يستطيع الظهور للعلن
في بلده موريتانيا.
أيها السادة في نقابات الأشراف الكرام..
من خلال هذا الموجز، أحببنا أن نعطيكم نبذةً من خبر هذا المفتري؛ لكي
لا يغتَرَّ به أحد من السادة الأشراف؛ فيصدق ما يبثه من الأفتراء، أويصدق بعضاً من غلامينه الذين يروّجونه ويسوّقونه، يتبادلون معه بذلك المصالح، من قبيل: “اشهَدْ لي أشْهَدْ لكَ”.
هذا؛ وليعلم السادة الأشراف، والمهتمّون بعلم الأنساب عموماً، أنّنا سبَرنا غورَ هذا الرجل، وعرفنا كل ما لديه؛ فناقشناه وجهاً لوجه، وكشفنا زيفه وتزويره، وفندنا كل أكاذيبه، سواء ما كان من ذلك مسجَّلاً أو مكتوباً، ومَن أراد الاستزادة من خبره فليتصل بنا مشكورا، وسيجد ضالّته.
وهذه النبذة تقوم مقام التوضيح والتنبيه، والتحذير من التعامل مع “حسن سليمان” بوصفه باحثاً جادّاً معتمداً.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
إدارة منتدى أشراف موريتانيا
في: 17 – شعبان – 1443هـ.
*من صفحة الشريف
مهدي الإدريسي*