الإنجازات في ظل الصمت الحكومي بين التدشين ووضع الحجر الأساس: فلسفة الفعل لا الضجيج/محمد عبد الله بين

النعمة ويب / يُعدّ التدشين في المفهوم السياسي والتنموي محطة مفصلية، لا تُختزل في طقس رسمي أو حضور بروتوكولي، بل يحمل دلالات عميقة تتجاوز الشكل إلى الجوهر. فالتدشين إعلان عن نهاية مسار طويل من التخطيط والعمل والتمويل والتنفيذ، وهو شهادة على اكتمال مشروع وانتقاله من حيز الفكرة إلى واقع يخدم المواطن ويؤثر في حياته اليومية.
وبهذا المعنى، يرتبط التدشين ارتباطًا وثيقًا بـ:
نهاية المشاريع والأعمال
تحقق الإنجاز
تجسيد سيرورة التنمية
تحويل السياسات العامة إلى نتائج ملموسة
وفي المقابل، يمثل وضع الحجر الأساس بداية الطريق، وإعلان الانطلاق، وبعث رسالة أمل حول مشاريع قيد الإنجاز، ما زالت في طور التنفيذ، وتحتاج إلى الوقت والموارد والإرادة السياسية حتى ترى النور.
حراك رئاسي يعكس أولوية الإنجاز
شهد الوطن خلال الشهرين الأخيرين حراكًا رئاسيًا غير مسبوق، تجسّد في جولات ميدانية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني شملت مختلف ولايات الوطن، لم يكن هدفها الخطابة أو الاستعراض، بل تدشين مشاريع هيكلية كبرى تشكّل أعمدة حقيقية للتنمية المستدامة.
من أبرز هذه المشاريع:
مشاريع البنية التحتية الطرقية، وعلى رأسها طريق الأمل بمحاوره الوطنية العملاقة، من ألاك إلى عدل بكر وباسكنو، ومن بوكى إلى كيهيدي، وهي طرق لا تربط المدن فحسب، بل توحّد الاقتصاد الوطني وتكسر العزلة وتفتح آفاق الاستثمار.
مشاريع المياه الكبرى، خاصة مشروع آفطوط كيفه، الذي مرّ عبر عشرات القرى والمدن التي عاشت لعقود خارج دائرة النفاذ إلى المياه الصالحة للشرب، ليحوّل حقًا أساسيا إلى واقع معاش.
مشاريع المعادن والطاقة في الشمال، بازويرات وانواذيبو، وصولًا إلى نواكشوط، حيث شهدت العاصمة خلال الأسبوع الماضي حلولًا عملية لأكبر معضلاتها المزمنة في مجال المياه والكهرباء.
نواكشوط… تحديث لم يكن متوقعًا
ما شهدته العاصمة من تحديثات في فترة زمنية قصيرة لم يكن متوقعًا بهذا النسق ولا بهذه الفاعلية. فقد انتقلت ملفات ظلت عالقة لسنوات من دائرة الوعود إلى دائرة الحلول، في مشهد يعكس تراكمًا هادئًا للجهد الحكومي، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي.
حكومة تعمل بصمت… وتنجز
اللافت في كل هذا الحراك أن الحكومة تعمل في صمت مهيب، لا تسعى إلى الأضواء، ولا تبالغ في الترويج، رغم أن ما تحقق هو ثمرة مباشرة لبرنامجها، وتخطيطها، وتنفيذها الدقيق. صمتٌ يمكن قراءته لا بوصفه غيابًا، بل باعتباره ثقة في الفعل، واحترامًا لذكاء المواطن الذي يحكم على النتائج لا على الشعارات.
رؤية رئيس… ووفاء حكومة
كل هذه الإنجازات ليست معزولة عن طموح فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لوطنه، طموح يقوم على الواقعية، والاستمرارية، وربط السياسة بالتنمية. كما أنها تعكس وفاء معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي لإعلان سياسة الحكومة، بوصفه ترجمة عملية لتوجيهات رئيس الجمهورية، لا مجرد وثيقة تُتلى تحت قبة البرلمان.
حين يتكلم الإنجاز
في زمن اعتاد فيه الناس على الضجيج، اختارت القيادة نهجًا مختلفًا:
أن يتكلم الإنجاز، وأن يصمت الخطاب.
فكانت النتيجة مشاريع تُدشَّن، ومياه تصل، وطرق تُفتح، وكهرباء تستقر، وتنمية تسير بخطى ثابتة.
وذلك، في جوهره، هو المعنى الحقيقي للإنجاز في ظل الصمت الحكومي.