للعقلاء عن نخبة النخبة” #لو كنت صاحب الفخامة
من صفحة
الشريف مهدي الإدريسي
“للعقلاء عن نخبة النخبة”
#لو كنت صاحب الفخامة لقلت لهم أ لا تخجلون ؟
إن طبقتنا السياسية الموالية لكل الأزمان والحقب,
ما زالت كما كانت،
تكاد تفور تميز
من النفاق والتزلف .
المبادرات تعم مشارق الأرض ومغاربها,
جنوبها وشمالها، مستنفدة كل الأسماء والمسميات التي يمكن تخيلها :الوفاء، العهد،
الصدق،
الاخلاص ،
النماء ،
التقدم البناء،
والقائمة تطول
وتطول جدا،
ولو كان البحر والنهر مدادا لمقالتي لنفد البحر والنهر قبل أن تنفد
أسماء المبادرات
عندنا هذه الأيام .
الشيء المضحك المبكي في هذا الخضم،
هو أن أصحاب هذه المبادرات يظنون
أنهم يخدعون الرجل
و يوهمونه أنهم بنيان مرصوص حوله،
هيهات،
فربما نسوا أنه عرف بذكائه الخارق الأصل والمكتسب
وأنه من “أهل لخيام ” ولم يأت من كوكب آخر، بل كان يتابعهم عن كثب على مدى أربعة عقود، هم أو أباؤهم بالنسبة للجيل الثاني الذي أستلم المشعل من الرعيل الأول، وكان ينظر من داخل البيت،
كيف كانوا
يتهافتون على معاوية ويتدافعون على باب حزبه الجمهوري، وهو الذي قال له أحدهم
في في ذات زيارة داخلية أن المصحف الشريف هدية “متواضعة”
في حقه (حسبنا الله ونعم الوكيل )
وهدده آخر برفع قضية أمام العدالة ضده إذا لم يترشح،
لأن القانون يعاقب
على عدم إنقاذ الشخص من الخطر،
من باب أحرى إذا تعلق الأمر بشعب بأكمله،
أين هؤلاء اليوم
من معاوية؟
وتكرر الشيء نفسه
مع المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله،
حيث كان حزب عادل في تلك الأيام هو الوجهة المفضلة لأصحاب مبادرات اليوم،
وسرعان ما أنفضوا
من حوله و تبرؤا
منه عندما أدبرت دولته، وقاد أحدهم،
وكان هو ولي نعمته، مسيرة أمام بيته
للمطالبة بمحاكمته،
واقتادوا زوجته
عنوة نهارا جهارا لمحاكمتها،
لم تقم بذلك المعارضة بل الموالاة.
أما محمد ولد عبد العزيز و حزب
الأتحاد
من أجل الجمهورية
‘الإنصاف الألبوم”
فقد سبحوا
وقدسوا بحمدهم،
حتى قرض أحدهم الشعر
في مديحه باللغة الهندية،
ووصفه آخر،
تبرأنا إلى الله مما قال، بأنه يطعم من الجوع ويؤمن من الخوف،
قبل أن يصبح
صاحب هذا الكلام
بعد زوال حكم الرجل من أكثر الأقلام قساوة معه في توجيه الأنتقادات اللاذعة،
وأين هم اليوم منه
وهو يقبع في زنزانته
لا يذكره ذاكر
ولا يزوره زائر؟
لقد تطاير هؤلاء
من حوله كما تتطاير الغربان
عن الميتة .
هنا أتوجه بطلب للسيدة المديرة العامة للتلفزة الموريتانية
لتقدم خدمة ثمينة لإعادة أنتخاب الأخ رئيس الجمهورية
من خلال أستحداث برنامج تلفزيوني بعنوان “من ذاكرة الحملات الرئاسية”
تعرض فيه بالصوت والصورة المبادرات والمهرجانات
في الماضي ونقارنها
مع نظيراتها اليوم
حتى نميز بين
الداعمين حقا
و مهنيي النفاق لينالوا ما يستحقون
“لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ بَعْضَهُۥ عَلَىٰ بَعْضٍۢ فَيَرْكُمَهُۥ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُۥ فِى جَهَنَّمَ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ صدق الله العظيم ”
و أنا على يقين
من أن الأخ رئيس الجمهورية،
وإن بش في وجوه هؤلاء اليوم أدبا منه وسمو أخلاق، فإن قلبه يلعنهم، بل يكاد يقول لهم
أنتم من أفسدتم علي تعهداتي وحرفتم معنى العهد عندي،
وأنتم هم أصل كل البلاء
على هذا البلد،
وأدرك أن تسابقكم اليوم نحوي ليس محبة في
و لا حرصا على خدمة الوطن،
وليس من اجل تقلد الوظائف السامية لإدارة المرافق والمؤسسات العمومية
على أكمل وجه،
بل من أجل الحصول
على النفوذ من خلال مواقعكم الحكومية لتبددوا
المال العام و تعيثوا الفساد
في المشروعات التنموية وتمنحوا الصفقات العمومية
بعيدا عن الشفافية
على أساس الرشوة والعمولات وتتراخوا
في مراقبة التنفيذ،
وأكون أنا هو المتضرر الاول،
حيث تحول هذه الممارسات دون الوصول الى الأهداف التي تعهدت أمام الشعب بتحقيقها،
و إنه مما يزيد أسفي أنكم لستم من عامة الناس،
بل انتم ” نخبة “البلد
و أطر بارزون تحملون في الغالب أعلى الدرجات الأكادمية، لكن كلما كان أحدكم أعلى درجة علمية
و أعز مركز أجتماعي، وأكثر قدرة على التعبئة والحشد للمبادرات الداعمة،
كان أكثر فسادا
وبراعةً في النهب
ووقاحةً في التحايل
على اللوائح والقوانين
إلامن رحم الرحيم،
أيهاالمفسدون
ألا تخجلون؟!
*من خبة النخبة*