من الماضي والحاضر…

أنهارت الدولة الأموية في الأندلس عام 422 للهجرة وولدت اثنين وعشرين طائفة لكل طائفة أمير يتنازعون في كل شيئ ولا يتفقون على شيئ سوى الفرقة.
دفعوا الجزية صاغرين لملك قشتالة الفونس السادس إلا المتوكل بن الأفطس رفض وتحدي.

في القرن العشرين تنزاح الجغرافيا جنوبا وشرقا فكانوا اثنين وعشرين دولة بنفس العدد
من الرؤساء والملوك والأمراء اتفقوا على محاربة بعضهم بعضا تآمروا على كل قائد تحدى فدفعوا الجزية صاغرين لترامب ذاك الرئيس المتهور في الركن القصي من الركن الغربي لهذا الكوكب….

في الأندلس نصح العلماء بالإستنجاد بيوسف بن تاشفين فكانت الزلاقة وانهارت جيوش قشتالة وتوقف الزحف المرابطي توقفا ما زال يستعصي فهمه على المؤرخين .
أما اليوم فقد اصطف الكثير من العلماء الدفع المسبق
وفقهاء السلاطين لتبرير كامب ديفيد وتدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا وتمزيق السودان……لكن الذي يؤلم أكثر أن أهل الرأي والفكر تحولوا إلى تجار ومواقفهم إلى بضاعة في سوق السياسة المتقلب تقلب الأسعار والطلب والمعروض.

جميل أن تنتخي الجماعات الإسلاموية للتنديد بالموقف الإماراتي المطبع مع الكيان الصهيوالصليبي
ولكن سيكون الموقف أكثر صدقا وإقناعا لو أنهم نطقوا ببنت شفة إزاء التطبيع القطري القديم أو حول قاعدة السيلية سيئة الصيت.

وسيكون موقف هؤلاء أكثر قبولا لو أنهم إنتبهوا للحظة واحدة لعلاقات تركيا التاريخية والحاضرة مع هذا الكيان الغاصب وحجم التبادل التجاري
الضخم معه. ليس في المنطقة
من يخدم الاقتصاد الإسرائيلي والتنمية الأسرائيلية أكثر
من أردجان. فالواردات التركية
من إسرائيل تخلق فرص العمل للصهائنة وتخلق القيمة المضافة وتغذي الميزانية الإسرائيلية وتحسن ميزان المدفوعات لهذا الكيان المسخ .
المطالبة بقطع العلاقات مع هذا الكيان أولى
من التنديد بإقامتها معه خاصة أن الإمارات ليست بحجم تركيا وكل تطبيع مدان مع أن لا شيئ يفاجئ من النظام العربي الرسمي في هذا الزمن.
سيأتي إبن تاشفين آخر وسنكون على موعد
مع زلاقة أخري وسيعود الحق لأصحابه طال الزمن أو قصر وسيأتي اليوم الذي تخبر فيه السماء أن الأمم الحية لا تموت
*ترون ذالك بعيدا ونراه قريبا قريبا قريبا*
من صفحة الشريف مهدي الإدريسي

زر الذهاب إلى الأعلى