أبو النجاة ،يكتب / الدين النصيحة
بسم الله الرحمن الرحيم
الدين النصيحة ..
إيمانا منا بأن نصح الرعية لحكامها واجب وأملا في أن تصل هذه الرسالة إلى فخامة رئيس الجمهورية وبناء على ما أفرزته انتخابات 13 مايو من امتعاض وخيبة أمل لدى خيرين من أبناء هذا الوطن فإن الواجب والضمير يمليان على الكتاب والمدونين وأصحاب الرأي تبيين الحقائق المرة التي واكبت عملية خصصت لها ميزانية ضخمة كفيلة بتكوين وإعداد طاقم من الأكفاء المحايدين وتزويدهم بما يلزم حتى يكونوا جاهزين بكل استقلالية للإشراف على استحقاقات مصيرية بكل صرامة وحياد . وهذا ما لم يحدث حيث لم تنعكس الميزانية الضخمة على أداء اللجنة المترهلة فأغلب أعضائها يحتاج إلى من يساعده في أبسط حوائجه الضرورية بكل عطف وشفقة ولا طاقة له على السهر والرقابة إضافة إلى عدم تكوين لجان الرقابة تكوينا جيدا وأغلبهم لم يشارك في التكوين لأن الزبونية والوساطة كانتا حاضرتين في اكتتاب المراقبين مما يشي بعدم استقلالية اللجنة كما أن مخصصاتها الضخمة لم تنعكس على تعويض المكونين ولا رؤساء المكاتب ولا الضيافة وكأن ما تم تخصيصه من مليارات الشعب ملك لمجموعة من المتقاعدين العاجزين يعبثون بها كيف يشاؤون . أما المواطنون وهم المستهدفون باختيار من يمثلونهم في البرلمان والجهات والبلديات بكل حرية وشفافية فقد وجدوا أنفسهم في خضم من الصراع غير المتكافئ فالدولة وما تملك طرف يتزيا باسم الإنصاف يهدد ويعد ويشتري الذمم نهارا جهارا ويفتخر .. ! والأحزاب الأخرى معارضة وموالاة طرف ينافس عبثا في سباق أريد له أن يكون وصمة في تاريخ هذا البلد المسالم .. والأدهى والأمر أنه بعد أن أسدل الستار على آخر فقرات مسرحية كانت هزيلة التحضير والعرض والإخراج يطل عليك عرابو هذه المسرحية وهم يتبادلون التهانئ على ما حققه الحزب الحاكم من نتائج وكأنهم يخاطبون غير الموريتانيين وهذا لعمري مضحك لأنه شر بلية .
وبناء على ما تم ذكره وكلنا شهوده فإنني أناشد رئيس الجمهورية باسم الغيورين على وحدة وأمن واستقرار بلدنا أن يقيل الحكومة ، ويقيل اللجنة المستقلة للانتخابات بوصفهما شريكتين فيما وقع من تزوير وعدم حياد . وأن يلغي نتائج هذه المهزلة ، ويعين حكومة قادرة على الإعداد لانتخابات شفافة في نهاية السنة . فالمواطنون يأملون في فخامته أن يكون حلا لكل معضلة تعترض سبيلهم والله في عونه وهو حسبنا ونعم الوكيل .