عبدالهادي المجالي يكتب / حرب روسيا واوكرانيا اكبر من مواجهة عسكرية

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم ءامين *ليعلم عبيد الغرب ورقيقه أن حرب روسيا وأوكرانيا اكبر من مجرد مواجهة عسكرية!*
عبدالهادي المجالي
الاردن
فرح الناس في بلادنا حول ما يجري في اوكرانيا لا يرتبط أبدا , باندلاع الحرب ذاتها ، ولا أظن أن أردنيا أو عربيا يرضى بكل هذا الدم في أوكرانيا .
القصة هي هزيمة الغرب وليس نصر بوتين .. !
درجت العادة أن (يتمرجل) ويستقوي الغرب بقيادة أمريكا على الدول الضعيفة مهيضة الجناح .
نعم من الممكن أن يكون الفضاء الليبي مفتوحا للطائرات الفرنسية , و من الممكن أن تكون سماء بغداد مفتوحة للطيارين (الإنجليز) كي يستعرضوا مهاراتهم في الإرتفاعات المنخفضة ، ومن الممكن أن ينزل (المارينز) الأمريكي في شواطيء الصومال ويقتل ويستعرض , ثم تنتج (هوليوود) فيلما يروي بطولة هؤلاء الجنود ، وبالطبع الفيلم يكون مبنيا على الأكاذيب …!!
درجت العادة أيضا أن يقصفوا كل شبر في (افغانستان) , وليقتلوا من يريدون ومتى شاءوا ولن يعترضهم ولن يحاسبهم أحد !
ودرجت العادة , أن (تعربد) إسرائيل بماكنتها العسكرية الأمريكية في غزة وجنوب لبنان فتقتل وتدمر ما تشاء !
لكن هذه المرة الأمر مختلف , فالطيار الفرنسي إن حلق فوق أوكرانيا كي يحمي الحرية وقيم العدالة كما يزعم وزير خارجيتها، فهو يعلم أنه سيعود جثة هامدة أو أسيرا .
والإنجليز الذين استباحوا بر وسماء بغداد و البصرة ، وقصفوا بطائرات ( الهارير) و (التايفون) كل جسم متحرك يدركون أن دباباتهم إن اقتربت من حدود أوكرانيا فستحترق بهم .
و يعلم الأمريكان جيدا أن روسيا ليست طالبان ولا العراق , ولا شرق سوريا ، ويدركون أن طائراتهم ستعود بمئات الجثث، إن قرروا الدخول في اللعبة ، وقد خبروا ذلك .
تلك هي القصة باختصار , هي أن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة ، والعدالة ، لا تمنح للضعفاء .
انهم يسوقون علينا قيم الشذوذ والفساد والرشوة وحقوق المثليين , بدعوى فاجرة هي نشر الحريات و تحرير العقول ، يطبقون ذلك على الضعفاء والفقراء مصحوبا ببعض المساعدات المادية , وشحنات حليب الأطفال !
والقصة أن الغرب أمام روسيا لن يجرؤ أن يمارس ذات الأدوار التي مارسها في العراق أو أفغانستان، لأنه الان يقف أمام دولة لديها ترسانة عسكرية ، دولة تعرف كيف تفكك المؤامرات وتفضح ازدواجية معايير الغرب ، ولن تقبل ان يمارس عليها الغرب ما يفعلونه مع الدول الضعيفة !
صحيح ان النظام السياسي الروسي نظام احادي مستبد ، بيد ان روسيا هي ايضا حضارة وثقافة ، صدرت للعالم الموسيقى والمسرح والرواية , وحمت كرامة أوروبا حين مرغها هتلر في التراب .
من يعتقد أنها مجرد حرب ومواجهات عسكرية فهو واهم , انها أكبر من كونها حرب بكثير ، انها صراع حضارات , حضارة تعودت أن تنهب موارد الدول الضعيفة ، وتصدر اليها منتجاتها باعلى الاسعار ، وبمنتهى الاستغلال .
وحضارة أخرى , تتعاطى مع العالم في إطار الشراكة وتقاسم رغيف الخبز .
ستنتهي الحرب حتما , وسيدرك (الأوكرانيين) أنه تم توريطهم في لعبة ..كانت أكبر وقود لها , سيدركون أيضا أنهم كانوا حقل تجريب للقوة الروسية الساحقة. لكنهم مع الوقت سيدركون أن فضائهم هو (اوراسيا) …وأن روسيا هي عمقهم الحقيقي ، وأن الغرب كله كان يكذب عليهم ويسير بهم نحو أتون المحرقة !
لقد فتحت قصة روسيا بوابة بداية النهاية للحضارة والثقافة الغربية ، لأن القادم سيكون الصين وهي ستستعيد (تايوان) بنفس الطريقة , وكوريا الشمالية هي الأخرى ستشهد فصلا جديدا من الصراع .
النار التي أشعلوها في كل العالم وعلى مدار (50) عاما , وحرقوا بها الفقراء والشعوب وحرقوا بها الأحلام والطموحات ستكون قريبة من قصر الإليزيه ، ومن دواننغ ستريت ، ومن مبنى المستشارية ، ولا أظنها ستكون بعيدة عن البيت الأبيض , ولا عن مبنى (الكنيست الإسرائيلي ) .
وفي النهاية إذا قدر الله (لزيلنسكي) الرئيس الأوكراني أن يبقى حيا فستكون إسرائيل منفاه ، علهم يتعلمون منه عبرة مفادها : أن نهايات الحلم اليهودي ستكون التغريب والسبي !
فهو منهم يفكر بذات طريقتهم , ويحب الدم والدمار بذات شهيتهم !
( عبدالهادي المجالي)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى