مقابلة مع د.نزار الحرباوي مستشار إعلامي
بداية لنعط القارئ الكريم تعريفاً شخصياً بالمهندس
معاذ حامد الجدع القواسمي، من مدينة الخليل في فلسطين ، ابلغ من العمر ٣٣ عاما ، متزوج ولدي طفلان ، درست في مدارس للمدينة المراحل الأساسية والإعدادية والثانوية ، ثم توجهت لماليزيا لدراسة هندسة الإلكترونيات والكهربائيات ، أنهيت دراستي عام ٢٠١٢ م ، ثم توجهت للعمل مع عدة شركات داخل ماليزيا وخارجها تعمل في نفس مجال تخصصي ، ثم توجهت لأوروبا وقمت بالعمل في شركة خاصة بي في مجال اختصاصي ، ومن بعدها عدت لأرض الوطن بعد رحلة عالمية تحصلت من خلالها على معرفة تجريبية وعلمية في مجال الطاقة والطاقة المتجددة .
لك تجربة عملية في المعدات الصناعية بحكم عملك مع والدك في شركته ذات الخبرة التي تزيد عن ٤٠ عاما ، هل أثر ذلك على اختيار تخصصك ؟
بالطبع ، فالبيئة التي تعيش وتعمل بها تؤثر بك بلا شك ، لا سيما إذا كان ذلك مشفوعا بحب هذا المجال والرغبة بالتوسع في معرفتها والتعامل معها .
كيف توصف واقع الطاقة الشمسية في فلسطين ؟
الطاقة الشمسية في فلسطين باتت ثقافة إيجابية ومنتشرة ، ولكن هناك نقص واضح في وجود طرق ووسائل التمويل الإسلامية التي تتوافق مع ثقافة المجتمع ، لا سيما في المشروعات الكبيرة والانتاجية ، وهناك إشكاليات متعددة تتعلق بالواقع التشريعات والقوانين الناظمة بوضوح لهذا المجال ، وهو ما يؤدي إلى حالة من الارتباك بين فترة وأخرى في مجال التركيب في المجال المنزلي والتجاري والصناعي على حد سواء.
هل ترى أن المجتمع يتفاعل مع هذا القطاع ، وهل باتت الثقافة سائدة لدى شرائح المجتمع للتفاعل مع الطاقة الشمسية كجزء من الاقتصاد الذاتي والمعرفي ؟
في الفترة الأخيرة يمكن لنا الحديث عن وعي مجتمعي إيجابي في هذا الميدان ، وشرائح المجتمع تتفاعل معه بشكل واضح ، ولكن المشكلة الحقيقية أن زيادة الوعي لدى الجمهور الفلسطيني رافقته مشكلات شركات الكهرباء التي باتت تقيد العمل بالطاقة الشمسية وتوجد العقبات أمامه .
أنتم كجيل شاب متخصص ولديكم خبرة علمية وعملية في هذا القطاع ، ما هو دوركم في تطوير العمل فيه ؟
نحن أمام مسؤولية علمية في بذل ما نستطيعه في مجال تخصصنا ، وكشركة كان لنا السبق في تركيب أول نظام طاقة شمسية تجاري في فلسطين ، وخبرة تمتد على مدى أكثر من عشر سنوات في عمل دؤؤب يغطي المساحة ااجغرافية في فلسطين من شمالها لجنوبها ، وهذه المسؤولية تتمثل في تطوير الأفكار وفتح الخيارات أمام المسؤولين للتقدم بقطاع الطاقة الشمسية نحو أفق أوسع ، ومن المهم جدا هنا أن يتم تأسيس الاتحادات والنقابات الخاصة بهذا الملف الاقتصادي وإدارتها بشكل موضوعي وعلمي .
الجيل الشاب المتخصص اليوم يبحث بشكل عملي عن الفرص الحقيقية في هذا المجال ، ولكن الفرص المتاحة لا تمثل السقف المطلوب أمامهم ، وهذا يتعلق بالنمط الروتيني الذي يتم تأسيس شركات الطاقة بناء عليه ، فنحن بحاجة اليوم لرؤية نهضوية وواعية تطور سياسات العمل العامة وتضغط على الجهات المسؤولة لتطوير القوانين الداعمة ، وتطور أداء الجيل الشاب المتخصص في هذا الجانب الحيوي والهام .
هل لديكم في شركتكم رؤية واضحة لتطوير العمل في مجال الطاقة الشمسية تحديدا ؟
نحن في شركة أبناء الحاج حامد الجدع للكهرباء والطاقة نعمل في نطاق المعدات الصناعية والآلات والطاقة الشمسية منذ سنوات طويلة ، وقد طورنا من أنظمتنا الإدارية ووسائل تواصلنا مع المؤسسات والجهات ذات العلاقة داخل الوطن وخارجه ، والأهم من ذلك أننا شكلنا فرق عمل تخصصية في مجال الطاقة الشمسية تمكننا من تلبية احتياجات السوق ، ونحن نعمل على متابعة كل جديد في هذا المجال على المستوى العالمي ، ونحرص على المشاركة الفاعلة في المعارض الدولية بشكل مستمر ، سواء على مستوى المشاركة الفعلية بأجنحتنا في هذه المعارض ، أو بالزيارات الهادفة للشركات التي نرتب معها العمل في هذه المعارض من الولايات المتحدة لأوروبا للدول العربية وصولا للوطن العزيز الذي نحرص على المشاركة بالفعاليات المنعقدة فيه بشكل مستمر .
هل ترى أن الطاقة الشمسية مجدية فعلاً للفرد الفلسطيني ، والمؤسسات الفلسطينية ؟
الطاقة الشمسية بحسب الدراسات العالمية لكل بقعة جغرافية حول العالم تحدد كمية الطاقة الشمسية المنتجة سنويا ، وبحسب المنطقة الجغرافية ، وهناك فارق كبير بين منطقة وأخرى ، وفي فلسطين هناك أفضلية واضحة للطاقة الشمسية ، نتيجة سطوع الشمس لفترات طويلة وعلى مدى العام بما لا يقل عن ٣٠٠ يوم ، وهو ما يعني أنها من أفضل المواقع للتعامل مع الطاقة الشمسية .
أما على صعيد الجدوى الاقتصادية للفرد والمؤسسة ، ففي ظل معطيات علمية تعزز من قدرة توليد الطاقة الشمسية ، فالمواطن والمؤسسة في فلسطين أمام فرصة حقيقية للاستفادة من هذا النظام ، على المستوى الفردي والمؤسسي على حد سواء ، وتركيب هذا النظام يساعد الفرد والمؤسسة على تصفير فاتورة الكهرباء المنزلي والمؤسسي أو التخفيض لها بالحد الأدنى وهو ما يعود عليه بالنفع الاقتصادي .
ما هي رؤيتكم المستقبلية ومجالات اهتمامكم التي تسعون لتحقيقها بشكل عملي في المستقبل القريب ؟
نحن نهتم حاليا بالمشروعات الكبرى التي تؤمن الطاقة الشمسية للقرى والبلدات والمدن والمؤسسات الكبرى ، ولدينا سياسة انتشار تواصلي ومراسلات جادة مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق هذا الهدف ، وقد قطعنا شوطا لا بأس فيه مع عدد من المستثمرين وملاك الأراضي لتطبيق هذه المشروعات .
لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن العقبات الموجودة من بعض البلديات وشركات الكهرباء تمثل تحديا حقيقيا لانطلاقة هذه المشروعات ، كما أن إصرار الشركاء الذين سيدخلون معنا في هذه المشروعات يرفضون فكرة التعامل مع البنوك التي لا تتعامل مع النظام الإسلامي في غالبيتهم ، يضعنا أمام ضرورة إيجاد بدائل تمويلية تلبي احتياجاتهم كشركاء نجاح لنا في مشروعاتنا المستقبلية .
ما هي رسالتك للمؤسسات الأكاديمية – وأنتم عقدتم عدة شراكات واتفاقيات معها – وما هو الدور المطلوب منها في مجال اختصاصكم ؟
نحن عقدنا بفضل الله عدة اتفاقيات مع عدد من الجامعات والمعاهد وتلمدارس الصناعية على مستوى الوطنى، وهي شراكات جادة نقوم من خلالها بتدريب عدظ كبير من كلبة هذه المؤسسات في شركتنا سنويا ، ونحن شركاء مع هذه الجامعات والمدارس في تطوير هذه الاتفاقيات لتأسيس حاضنة أعمال متخصصة للطاقة الشمسية وأنظمة العمل الصناعي العصري .
إن هذا النوع من الشراكة ما بين القطاع الخاص وبين المؤسسات التعليمية والأكاديمية يمثل المرتكز الحقيقي لتثبيت الاقتصاد الفلسطيني عموما، ويؤسس لمرحلة جديدة من التفاعل مع الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية على وجه الخصوص ، ونخن متفائلون بأن مسارنا المتزن والعقلاني في الشركة ، وحجم التفاعل الذي نلمسه من حرص المؤسسات الأكاديمية على التعامل بمصداقية وعقلانية واتزان معنا، سيقودنا لترسيم سياسة ناضجة ترقى بقطاع الطاقة نحو وجهة أكثر نضجاً وأوسع انتشاراً وأثراً.
وفي ختام حديثي أتوجه لكم بالشكر على هذه الزيارة الطيبة وهذه المقابلة الإعلامية الكريمة ، وأبواب شركتنا تعتز بكونها مفتوحة للتفاعل الإيجابي مع الإعلام ومؤسساته جميعاً.