حاكم مقاطعة مونكل:/نموذج إداري–سياسي يستحق التوقف عنده

في المشهد الإداري الموريتاني، تبرز بين الحين والآخر شخصيات قادرة على تجاوز الصورة النمطية عن الإدارة، لتقدّم نموذجًا متقدمًا في الأخلاق المهنية والالتزام الوطني. ومن بين هؤلاء يبرز حاكم مقاطعة مونكل عبد الرحمن ولد محمد الامين ، بوصفه حالة تستحق التحليل، ليس من باب المديح الشخصي، بل من باب فهم كيف يمكن للأداء المهني أن يتحوّل إلى قيمة سياسية تُعيد الثقة بين المواطن والدولة.
*أخلاق المسؤول… حين تصبح الإدارة رسالة*
ما يميّز عبد الرحمن حاكم مقاطعة مونكل ليس موقعه الإداري بقدر ما يميّزه منهجه الأخلاقي في التعامل مع الناس.
هو مسؤول يتسم بالتواضع، والإنصات، والرحمة بالمواطنين، وهي صفات نادرة في محيط يجعل من السلطة أحيانًا وسيلة للهيمنة لا للخدمة.
هذا السلوك الأخلاقي لا يبني فقط علاقة ثقة مع السكان، بل يرسل رسالة عميقة مفادها أن الإدارة يمكن أن تكون إنسانية دون أن تفقد هيبتها.
أحد أهم مظاهر قوة إدارة حاكم مونكل هو اعتماده مبدأ العمل الجماعي.
لا يتعامل مع طاقمه بوصفه تابعين، بل باعتبارهم شركاء في إدارة الشأن العام.
هذا الأسلوب يرفع مستوى الأداء، ويوزّع المسؤوليات بوضوح، ويخلق بيئة مهنية تفرض على الجميع احترام قواعد العمل ومقتضياته.
الوطنية، في حالة عبد الرحمن محمد الأمين حاكم مونكل، ليست خطابًا عاطفيًا ولا شعارات مناسباتية، بل سلوك ملازم لوظيفته:
حماية الضعفاء.
تطبيق القانون دون محاباة.
خدمة الدولة بنزاهة.
احترام المشاعر الدينية للمجتمع المحلي.
هذه الممارسات تمنح للمسؤول صورة الدولة التي يطمح المواطن ليراها: قوية وعادلة وإنسانية في آن واحد.
إدارة القرب
تُظهر تجارب الإدارة الحديثة أن المسؤول القريب من الناس يمكنه أن يغيّر مسار منطقة بأكملها.
وقد أثبت حاكم مقاطعة مونكل عبد الرحمن أن إدارة القرب ليست شعارًا، بل ممارسة يومية:
الاستماع للمواطنين.
معالجة الشكاوى في وقتها.
التحرك ميدانيًا بدل الاكتفاء بالجلوس خلف المكتب.
هذا الحضور الميداني يخلق جسور ثقة، ويجعل المواطن يشعر بأن الدولة ليست بعيدة عنه ولا غائبة عن واقعه.
في ظل حالة عامة من عدم الثقة في المؤسسات، يصبح أي نموذج ناجح لمسؤول محلي موردًا سياسيًا مهمًا للدولة.
إن أداء ولد محمد الأمين ،،حاكم مونكل—بأخلاقه، ومهنيته، ووطنيته—يقدّم مساهمة حقيقية في تعزيز شرعية الدولة في تلك المنطقة.
فعندما يرى الناس مسؤولًا يُعاملهم بعدل ويحترم كرامتهم، فإنهم يعيدون النظر في نظرتهم إلى الدولة ومؤسساتها.
يمثل حاكم مقاطعة مونكل ولد محمد الأمين ، دليلًا على أن الإصلاح يبدأ من القاعدة، وأن بناء دولة قوية لا يحتاج فقط إلى قوانين، بل إلى مسؤولين يحملون الإحساس بالواجب، ويجسدون القيم التي يجب أن تقوم عليها الإدارة:
الأخلاق – العمل الجماعي – الوطنية – احترام المواطنين – الحضور الفعّال.
مثل هذا النموذج لا يخدم مونكل وحدها، بل يخدم صورة الدولة ويرسم الطريق نحو إدارة حديثة تعيد الاعتبار للوظيفة العمومية ولخدمة المواطن.