*محمد عبدالله بين يكتب :*   *أنجز حرٌّ ما وعد… دلالات الالتزام السياسي ووفاء القيادة* 

تتأكد في كل محطة من محطات العمل الوطني أن السياسة ليست مجرد خطابات تُقال، بل هي تعهدات تُحترم، ووعود تُترجم إلى واقع ملموس. وقد جاءت عبارة “أنجز حرٌّ ما وعد” التي رددها المواطنون في عدل بكرو لتختصر هذا المعنى، وتبرهن على أن ثقة الناس تُبنى من خلال الأفعال لا الأقوال.

وفي هذا السياق، شكّل خطاب رئيس الجمهورية في عدل بكرو محطة مفصلية، حين قال بوضوح إن الدولة لن تدخر جهدًا في سبيل الرفع من مكانة المدرس. وما إن مضت فترة قصيرة حتى بدأت ملامح هذا الالتزام تظهر من خلال إجراءات عملية مسّت هذه الفئة مباشرة، في تأكيد جديد على جدية التعهدات وارتباطها بخطوات واقعية قابلة للقياس والمتابعة.

كما أن اللفتة الأخيرة تجاه المدرّس والجندي – وهما ركيزتان أساسيتان في بناء الدولة وحماية استقرارها – لم تكن مجرد قرار إداري أو إجراء اجتماعي، بل خطوة سياسية ذات دلالات عميقة. فهي تعكس إدراك القيادة لأهمية هاتين الفئتين في صيانة السيادة الوطنية، وترسيخ قيم المواطنة، وضمان استمرار المشروع الوطني على أسس قوية.

ويأتي تثمين هذه الخطوات من المواطنين، واعتبارها ترجمة عملية للتعهدات التي أعلنها فخامة الرئيس، ليعزز مفهوم الحكومة القائمة على الالتزام. فالالتزام السياسي هو العمود الفقري لأي مشروع إصلاحي؛ ومن دون مصداقية في تنفيذ الوعود، لا يمكن لأي برنامج أن يحقق أهدافه أو يكسب الثقة الشعبية.

إن ما تحقق يشكّل جزءًا من مسار أطول ينتظر المواطنون أن يستمر ويتوسع، خصوصًا في المجالات المرتبطة بتحسين ظروف العمل، وترسيخ العدالة الاجتماعية، وتكريس حضور الدولة في المناطق الأكثر هشاشة. فالتجربة السياسية الحديثة أثبتت أن الوفاء بالوعود لا يعزز الثقة فحسب، بل يصنع بيئة سياسية مستقرة، ويفتح الباب أمام مشاركة أكبر للمواطنين في الشأن العام.

لذلك، فإن الرسالة السياسية التي تحملها هذه الخطوات واضحة:

أن الإرادة موجودة، وأن التوجه نحو تعزيز مكانة الفئات الأساسية في المجتمع ليس شعارًا عابرًا، بل خيار دولة.

ومع ترقب المواطنين للمزيد من الإجراءات العملية، يبقى التأكيد على أن صون العهد والوفاء بالوعد هما معيار قوة الأنظمة، ودليل على قدرة القيادة على تحويل الرؤية إلى واقع، والمبادئ إلى سياسات تنعكس مباشرة على حياة الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى