محد عبد الله ولد بين ،يعزي في الفقيد الخليل ولد الطيب
رحل عنّا قائدٌ ليس كالقادة، ورجلٌ عظيمٌ ليس كالرجال؛ إنه الخليل ولد الطيب، نائب رئيس الحزب الحاكم، وأحد أبرز الأصوات الوطنية والقومية التي ظلت وفيّة لمبادئها حتى اللحظة الأخيرة. غادر الدنيا بعد عمرٍ زاخر بالنضال الصادق، حمل فيه همَّ الوطن على كتفيه، ودافع عن القضية القومية بكل ما أوتي من يقين وإيمان وإخلاص.
لقد كان الفقيد مدرسةً في الثبات على الموقف، ومرجعًا في العمل السياسي المسؤول، ورمزًا لخطّ نضالي آمن بأنّ خدمة الوطن شرفٌ لا يعلوه شرف. ظلّ حاضرًا في مفاصل الدولة، يسهم في توجيه بوصلة القرار الوطني، ويؤدي واجبه بصدق وهدوء ورؤيةٍ ثاقبة. وها هو يرحل اليوم تاركًا وراءه إرثًا من القيم والمواقف، ووطنًا يدين له بالتضحيات الجسام وبما قدّمه من إخلاص ونقاء سريرة.
إنّ رحيل الخليل ولد الطيب لا يمثّل خسارة لأسرته ومحيطه فحسب، بل هو فقدان للوطن بأكمله، وللقوميين العرب، وللحركة الناصرية، ولكل المؤمنين بصفاء الفكرة ونبل الرسالة.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يجعل مثواه الجنة، وأن يلهم ذويه ومحبيه، والشعب الموريتاني كافة، الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.