ابروتوكلات حكماء المفسدين .

‏يروى ان رجلاً دخل على والده “الفاسد” وهو على فراش الموت .. قال : علمني يا أبت في علم الفساد علماً لا أسأل بعده أحدا ..

‏قال الأب : ياولدي .. للفساد ” قواعد وأصول ” لابد أن تتعلمها جيداً وتراعيها بدقة متناهية :

‏اولاها : لا تكن وحدك .. فالفساد عمل جماعي يتطلب مشاركة الفاسدين وتوثيق الصلة بهم ..

‏ثانيها : ابحث عن الرجال الذي يقال عنهم إنهم فوق القانون ، واشتر شراكتهم بغالي الأثمان .. فهؤلاء يعلمونك مهارات لايمتلكها غيرهم ، فيختصرون عليك الزمن في صعود سلم الفساد المفيد ..

‏ثالثها : ترتكب خطأً جسيماً إذا كانت قطعتك من ” الكاتو ” أكبر من قطعة من هو أعلى منك ، فقسمة كعكة الفاسدين لا تكون بالتساوي ..

‏رابعها : كن كريماً واجعل شعارك “ربي ارزقني وارزق مني” .. ففتات الفساد الذي توزعه على الفاسدين الصغار سيشجعهم لاتباعك لاحقاً وطلب المزيد من الكاتو ..

‏وخامسها : ان الفاسد المحترف يا ولدي لابد أن يكون قانونيا .ً. فالمختلسون البدائيون يذهبون إلى السجن .. أما المحترفون فيصفق لهم الناس .. ويكرمون أمام عدسات المصورين ..

‏وسادسها : لا بد من ان تتعلم يا بني كيف تخفي أدلة فسادك وتغرقها في أقرب مجرى للسيول .. فإغراقها أسهل من دفنها ..

‏وسابعها : لا تخف يوما.. ولا تخجل من الفساد

‏ثامنها : أقم بشكل دوري الحفلات الصاخبة واجمع المتنفذين بين القطاعين العام والخاص .. فكلما زاد السهر زادت قابلية الناس للفساد ..

‏تاسعها : تعلم مصطلحات الفساد جيدا ، الفاسد يكره كلمة “رشوة” .. هو يحب أن يسميها “عمولة” .. والحديث الوحيد الذي يحفظه ويحبه ” تهادوا تحابوا ” ..

‏عاشرا : لا تنكر الفساد .. بل تحدث على أنه كبير إلى حد لا يمكننا إزالته .. بل علينا ” التعايش ” معه .. تحدث عن ” الشرف والنزاهة” وأكثر من الشعارات والخطب الرنانة .. ولا تتوقف عن لعن الفساد وشتم الفاسدين ..

‏اما القانون الحادي عشر : اجعل صورتك نظيفة و قدم خدمات جليلة لمطاردي الفساد .. خذ معهم صوراً تذكارية .. ابحث عن ” بوق إعلامي ” يساعدك .. فالانتهازيون من الإعلاميين يختصرون عليك خطوات كثيرة ..

‏والقانون الثاني عشر : الفساد مرض معد .. وصاحب الدخل المحدود ، الذي تمر الملايين من تحت يده سيضعف يوماً ما مادامت الرقابة ضعيفة ..

‏الثالث عشر : لا تكترث بالمثقفين .. فهم ايديولوجيين يتطاحنون بينهم بعيداً عنك ..

‏الرابع عشر : إذا عثرت على قاض فاسد فقد وجدت كنزاً لايقدر بثمن .. فاغدق عليه لأنه عملة نادرة .. ولن يسأله أحد من أين لك هذا ..

‏الخامس عشر : إحذر “الشفافية”.. فهي بداية النهاية .. حاربها بكل ما استطعت ..

‏أخيرا : عدوك الأول هو “الضمير” ليبق ضميرك في سبات .. احذره .. فسيكسب المعركة إن أفاق من غيبوبته ؟

منقول والعنوان من عندي

من صفحة الدكتور محمدو محمد المختار

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى