محمد عبد الله ولد بين في شهادته : *سيدي ولد ملاي الزين: إدارة بروح الرحمة وكفاءة العمل المؤسسي

يبرز المندوب العام للتضامن، سيدي ولد ملاي الزين، كأحد الأسماء التي استطاعت أن تمنح العمل الاجتماعي طابعًا مؤسسيًا قائمًا على الفعالية والإنصاف. فمنذ توليه مسؤولية هذا القطاع الحساس، تميز أداء المندوب العام بجملة من القيم والممارسات التي باتت تشكل نموذجًا يستحق الوقوف عنده.

1. نهج إنساني قائم على الرحمة واحترام الكرامة

نجح المندوب العام في إعادة الاعتبار لجوهر العمل التضامني، عبر اعتماد مقاربة إنسانية تراعي ظروف المواطنين الأكثر هشاشة. لم تكن تدخلاته مجرد مساعدات عابرة، بل محاولات لإعادة بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الحماية الاجتماعية، من خلال إيصال الخدمة بروح اللطف، وبممارسات ميدانية تعطي الأولوية للضعفاء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

2. نزاهة في التدبير وحرص على المال العام

من أبرز نقاط القوة في إدارة سيدي ولد ملاي الزين حرصه على التقيد الصارم بقواعد الشفافية والنزاهة. فالعمل الاجتماعي لا يحتمل التجاوزات، ولذلك جاء أسلوبه قائمًا على ضبط المساطر، وضمان أن تصل الموارد إلى مستحقيها بعيدًا عن الوساطات أو الانحياز. هذه النزاهة عززت الثقة العامة في برامج التضامن ورفعت مستوى المتابعة والرقابة الداخلية.

3. شفافية في الإجراءات وتواصل مؤسسي واضح

تميزت المندوبية العامة خلال فترته بفتح قنوات تواصل واضحة مع المواطنين والشركاء، وتقديم المعلومات المتعلقة بالبرامج والمخصصات والمعايير. هذا النمط من الشفافية خفف كثيرًا من حالات الالتباس وساهم في إرساء ثقافة محاسبة تقوم على الوضوح والمعلومة الدقيقة.

4. عفّة إدارية وبُعد عن الاستغلال الوظيفي

يُشهد للمندوب العام محافظته على مسافة آمنة بين موقع المسؤولية والمصلحة الخاصة. فقد أظهر سلوكًا إداريًا متزنًا، بعيدًا عن مظاهر الاستغلال أو الوجاهة، مُركّزًا على أداء الواجب العام قبل أي اعتبار آخر. هذه العفة المهنية رسّخت لديه صورة المسؤول المنضبط بقواعد الأخلاق العامة.

5. إبداع في هندسة البرامج الاجتماعية

لم يقف الأداء عند حدود الإدارة التقليدية، بل اتجه نحو تطوير حلول مبتكرة تتواءم مع طبيعة الشرائح الفقيرة:

تجويد آليات استهداف المستفيدين.

تنويع برامج الدعم المباشر وغير المباشر.

إطلاق مبادرات صغيرة ذات أثر تنموي مستدام.

هذا التوجه الإبداعي جعل العمل التضامني أكثر حيوية وفاعلية، وأقل بيروقراطية.

6. إشراك فعلي للمساعدين وبناء فريق عمل متماسك

أحد أهم اعتبارات النجاح الإداري هو القدرة على العمل ضمن فريق. وقد حرص المندوب العام على منح مساعديه مساحة واسعة من الثقة والقرار، ما أوجد بيئة عمل قائمة على المبادرة والالتزام. لم يعد الفريق مجرد منفّذ للتوجيهات، بل شريكًا في التصور والتقييم والمراجعة، مما رفع مستوى الأداء المؤسسي ككل.

لقد استطاع سيدي ولد ملاي الزين أن يقدم نموذجًا إداريًا يجمع بين الأخلاق المهنية والفعالية العملية، مستندًا إلى قيم الرحمة والنزاهة والشفافية، وإلى روح الإبداع والعمل الجماعي. وهذه القيم، إذا استمرت وترسخت، يمكن أن تُحدث تحولًا حقيقيًا في مسار العمل الاجتماعي في موريتانيا، ليصبح أداة للإنصاف وبناء الثقة والتنمية المستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى