زيارة كشفت جوهر القائد غزواني كما لم نعرفه من قبل/ حدو الحسن

أتاحت لنا زيارة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية الحوض الشرقي فرصة نادرة لاكتشاف جوانب عميقة من شخصيته القيادية المتزنة، تلك الجوانب التي ربما كانت خافية على كثيرين ممن لم يتتبعوا مسيرته الميدانية عن قرب.
لقد تجلت خلال هذه الزيارة روح القائد الهادئ الحازم، الملم بتفاصيل الوطن وهموم المواطن، والمطلع على أدق القضايا التنموية والأمنية والسياسية التي تشكل حاضر البلاد ومستقبلها.
في خطابات الرئيس المتنوعة ، لمس المواطن خطاب الصدق والمسؤولية والواقعية، لا وعودا عابرة ولا شعارات جوفاء، بل رؤية وطنية متكاملة تقوم على العدالة والإنصاف وتضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
فالرئيس رغم اتزانه وهدوئه عبر بوضوح لا لبس فيه أن لا مكان للقبلية ولا للجهوية ولا للشرائحية ولا للونية حين يتعلق الأمر بالمواطنة، لأن بناء الدولة العادلة لا يقوم إلا على أساس المساواة والكرامة والولاء للوطن لا للانتماء الضيق.
وقد شكلت كلمته في مدينة تنبدغة رسالة قوية لكل من استهوتهم الأحاديث المبكرة عن الاستحقاقات الانتخابية القادمة، فبين لهم أن الانشغال بمستقبل الاستحقاقات الرئاسية 2029 قبل استكمال مسيرة البناء الراهنة ليس سوى انحراف عن الأولويات، وأن الوقت اليوم هو للعمل لا للتكهنات.
لقد كان حديثه صريحا ومباشرا، أعاد ضبط البوصلة الوطنية على مسارها الصحيح، وذكر الجميع أن خدمة المواطن وتحقيق التنمية هي المعركة الحقيقية التي تستحق الجهد والاهتمام.
إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يثبت يوما بعد يوم أنه رجل دولة بامتياز، يقود الوطن بثقة وهدوء، جامعا بين الحزم والتواضع، بين الرؤية الثاقبة والحرص العملي على إنجاز ما يخدم المواطن ويعزز الوحدة الوطنية.
ومن تابع زيارته للحوض الشرقي، يدرك تماما أن الرجل لا يتحدث من فراغ، بل من فهم عميق للواقع ومن إيمان راسخ بأن موريتانيا لا تبنى بالشعارات، بل بالعمل والصدق والإخلاص.
حدو ولد الحسن