محمد عبد الله ولد أسلم:/ يكتب ؛ردا على مقال “الربيان” لمحمد فال ولد بلال”

قراءة مقال الوزير السابق محمد فال ولد بلال الموسوم بـ «الربيان» تُظهر انحدارًا لافتًا في مستوى الخطاب من رجلٍ شغل مناصب سامية في الدولة، كان يُفترض أن يجسّد احترام الكلمة ووقار المنصب، لا أن يوظّف فحش القول وسوقية العبارات لتصفية حسابات أو التعبير عن مواقف شخصية.
لقد انشغل كاتب المقال برسم صورة كاريكاتورية لرئيس الجمهورية ومحيطه، مستخدمًا تعابير جارحة لا تليق بخطاب مسؤول سابق، ناسيًا أن الفكر السياسي لا يُقاس بحدة المفردة، بل بعمق التحليل ونزاهة النية.
إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم يعتمد في مشروعه الإصلاحي على “الربيان” ولا على وسطاء المصلحة كما حاول الكاتب الإيحاء، بل على كفاءات وطنية نزيهة أثبتت حضورها في الميدان، وسعت بجدّ إلى تنفيذ تعهداته للشعب الموريتاني في التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والعدالة الاجتماعية.
ولعلّ من ينظر بموضوعية إلى الواقع يدرك أن ما تحقق خلال الأعوام الأخيرة لا يمكن وصفه إلا بأنه تحول تدريجي نحو دولة أكثر انضباطًا وعدلاً وكفاءة.
أما الأسلوب الذي اعتمده المقال، فهو انعكاس نفسي قبل أن يكون تحليلًا سياسيًا؛ فكل من عرف الوزير يدرك أنه وصف نفسه قبل أن يصف غيره، حين تحدّث عن التقرّب من السلطة، وعن الانتفاع من المواقع، وعن تبدّل المواقف بتبدّل العهود.
فمن مارس السياسة لأربعة عقود، متنقلاً بين الأنظمة ومواقع المسؤولية، لا يملك أن يوزّع شهادات الولاء أو الوطنية على غيره.
إن النقد في الأنظمة الديمقراطية حق مشروع، بل ضروري، لكنه يفقد قيمته حين يُقدَّم في قالب من التهكم والازدراء والابتذال.
فمن أراد أن ينتقد فعليه أن يرتقي بأسلوبه، وأن يحترم عقول القراء، وأن يدرك أن الخطاب الأخلاقي والسياسي الراقي هو وحده القادر على إقناع الناس، لا الإسفاف ولا المزايدة.
وفي الختام، فإن ما كتبه الوزير لا يُحسب على حرية التعبير، بل على حرية الإساءة، والفرق بينهما كبير.
فالرئيس ماضٍ في تنفيذ مشروعه الوطني دون التفاتٍ إلى ضجيج الغاضبين، واضعًا نصب عينيه ما قاله في تمبدغه:
> «لن نقبل بيننا من لا ينخرطون معنا في برامج تعهداتنا للشعب الموريتاني»،
في إشارة واضحة إلى أن مرحلة المجاملة انتهت، وبدأ عهد الجدية والإنجاز.