*الإداري الناجح والوالي الكفء محمد المختار ولد عبدي

في عالم الإدارة والعمل العمومي، لا تُقاس الكفاءة بالرتب ولا تُقاس المسؤولية بالكلام، وإنما تُقاس بالفعل والإنجاز والقدرة على التسيير الرشيد لشؤون الناس. من هنا يبرز نموذج الوالي محمد المختار ولد عبدي، الذي قدّم تجربة إدارية ثرية في ولاية كوركول، جمعت بين المعرفة والعدالة والصلابة في المبدأ، وبين الإنسانية في الممارسة.

الإداري الناجح هو الذي يمتلك العلم الإداري الكافي، ويمزجه بخبرة ميدانية تجعله قادرا على اتخاذ القرار في الوقت المناسب وبالأسلوب الملائم.
وقد أثبت الوالي محمد المختار ولد عبدي هذا الجمع النادر بين التكوين العلمي المتين والقدرة العملية العالية، فكان حازمًا في المواقف، واضحًا في الرؤية، دقيقًا في التوجيه، مما جعل إدارته لولاية كوركول تقوم على أسس من النظام والشفافية والانضباط.

يُقال إن القائد الكفء هو من “يفجر الطاقات” لا “يفجر النزاعات”.
ومن يتابع تجربة الوالي محمد المختار ولد عبدي يلمس بوضوح أنه يفجّر الطاقات الكامنة في الإدارة المحلية، حيث يُحوِّل العمل اليومي إلى مدرسة للتدريب والانضباط، ويمنح العاملين في الولاية الثقة اللازمة للإبداع في أداء مهامهم.
إنه نموذج للمسؤول الذي يستنهض الهمم، ويزرع في النفوس روح العطاء والمبادرة، فلا مكان للكسل ولا للبيروقراطية العقيمة في ظل إشرافه.

وإذا كانت العدالة والإنصاف أساس القيادة ، فإن من أبرز سمات الوالي محمد المختار ولد عبدي حرصه على العدالة والإنصاف، سواء في التعامل مع الموظفين أو المواطنين.
فهو يرى أن الإدارة بلا عدالة تفقد شرعيتها الأخلاقية، وأن العدل هو البوصلة التي تُوجّه القرار.
يستمع لكل صوت، ويعطي كل ذي حق حقه، ويوازن بين الحزم والرحمة في إدارة الشأن العام، بما جعل صورته ترتبط في أذهان الناس بـ”الوالي العادل القريب من الجميع”.

يتعامل الوالي ولد عبدي مع المسؤولية كمهمة وطنية قبل أن تكون وظيفة إدارية.
فهو لا ينظر إلى المنصب من زاوية الامتيازات، بل من زاوية الواجبات.
وفي كوركول، وضع بصمات واضحة في تحسين أداء المرافق العمومية، وتنشيط التنمية المحلية، والتقرب من المواطنين في المدن والقرى على السواء، مما أكسبه احترام الأهالي وثقة الدولة في آنٍ واحد.

إن من يعرف محمد المختار ولد عبدي يدرك أنه يؤمن بأن الإدارة الحقيقية هي خدمة الناس لا التحكم فيهم، وأن المسؤولية ليست منصة للتفاخر بل أمانة تستوجب الصدق والتفاني.
بهذا الفهم الواعي والعميق لمعنى المسؤولية، استطاع أن يرسخ في ولايته روح العمل الجماعي، وأن يحوّل المؤسسات الإدارية إلى أدوات فاعلة في خدمة التنمية والعدالة الاجتماعية.

يمثل الوالي محمد المختار ولد عبدي أنموذجًا راقيًا للإداري الناجح الذي يجمع بين العلم والمروءة، والكفاءة والإنصاف، والحزم والرحمة.
إنه من الجيل الإداري الذي يثبت أن القيادة ليست سلطة فحسب، بل مسؤولية وأخلاق وتفانٍ في خدمة الوطن والمواطن.
وتجربته في كوركول تؤكد أن الإدارة، حين يقودها الكفء، تتحول من جهاز بيروقراطي إلى رافعة حقيقية للتنمية والعدالة والوعي المؤسسي.

محمد عبد الله بين

زر الذهاب إلى الأعلى