“كلمة إلى الرأي العام حول حقيقة موقف الشيخ محمدو ولد شيخنا حماه الله مما يجري في انيور”
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءاله.
أود أن أوجه كلمة إلى الرأي العام من الشعبين المالي والموريتاني، وإلى الصحافة والمدونين الذين يتناقلون الأخبار حول ما يجري في انيور دي ساحل.
أكتب هذه الكلمة من موقعي كأحد أبناء واتباع شيخنا محمدو ولد شيخنا حماه الله ، ومن منطلق معرفتي بحقيقة ما يجري وبكل تفاصيله.
أولًا: طمأنة وتوضيح
أتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى كل المحبين لهذا الشيخ والمتعاطفين معه، وأطمئنهم أن أشياخنا في انيور بخير ولم يصبهم سوء، وأن أكثر ما يُتداول على وسائل التواصل من قبل الشامتين والمغرضين لا أساس له من الصحة، وإنما هو تهويل وإرجاف.
ثانيًا: موقف الشيخ من السلطة والجماعات المسلحة
لقد ظل شيخنا محمدو ولد شيخنا حماه الله حفظه الله— متمسكًا بقيم الدين الحنيف وثوابته، لا يساوم فيها، ولم ينجرّ وراء سياسات التفرقة ولا مغريات السلطة.
بل كان صوته دائمًا صوت الحكمة والاتزان، ينتصر للحق ويدافع عن شرع الله تعالى، كما ظهر في موقفه الحازم من بعض القوانين المخالفة للشريعة التي كادت تُطبق على الشعب المالي المسلم في عهد الرئيس آمادو توماني توري، وكان له الفضل في منعها من التطبيق إلى اليوم، والقصة معروفة.
ثالثًا: وضوح الموقف من الأزمة الراهنة
في ظل الأحداث المؤلمة التي تعصف بمالي، وما تتسبب به السلطة والجماعات المسلحة من اضطراب في المنطقة، كان موقف الشيخ محمدو ثابتًا وواضحًا:
– رفض العنف بكل أشكاله.
-الدعوة الدائمة إلى الحوار والوفاق.
-عدم الطموح إلى السلطة، بل الاكتفاء بمقام الناصح الأمين للسلطة القائمة، ما لم يظهر مساس صريح بالدين.
أما الجماعات المسلحة، فلم تكن بينه وبينها مشكلة تُذكر، وقد صرّح أنه إن استتب لها الأمر فهو مستعد لتسليمها مدينة انيور دون قتال.
لكن الأمر تغير بعد أن أخذت هذه الجماعات قطيعًا من أبقاره بدعوى “الزكاة”، فرفض الشيخ ذلك مؤكدًا أن الزكاة عبادة يؤديها هو بنفسه، وكان يخرجها قبل ميلاد هؤلاء الشباب المتحمسين للدين، وهو أعلم بما يجب عليه في أمر دينه.
لقد جعل هذا الشيخ الجليل من بيته في انيور حضرةً للسلام ومركزًا يستقبل فيه الجميع بلا تمييز، حريصًا على أن تكون كلمته جسرًا بين الشعبين المالي والموريتاني.
وهو مصر على البقاء في أرضه وبين أتباعه، لا تخيفه التهديدات.
أما ما يُشاع عن تهديد الجماعات المسلحة له، فلم يثبت لديَّ، بل المؤكد أن تهديدهم وُجه إلى سكان انيور وخاي بسبب تعاطف بعضهم مع الجيش المالي وتبليغهم عن أفراد الجماعة أثناء الهجمات الأخيرة التي تكبدت فيها خسائر كبيرة.
إن موقف الشيخ محمدو ولد شيخنا حماه الله يذكّرنا بأن العلماء الصادقين هم صمام الأمان، القادرون على إطفاء نار الفتن بصفاء قلوبهم وصدق نياتهم.
ولو استمع الحكام في مالي والجماعات المسلحة لنصائحه وتوجيهاته لوجدوا في حكمته وصفاء نيته ما يحل أزماتهم ويجمع كلمتهم.
حدو ولد الحسن