*متقاعدو التعليم في موريتانيا: رصيد وطني لا يجوز تجاهله

يشكّل متقاعدو التعليم في موريتانيا *كنزًا معرفيًا وخبرة إنسانية* تراكمت عبر عقود من العمل الصادق في تربية الأجيال وصناعة العقول. هؤلاء الذين أمضوا زهرة أعمارهم في قاعات الدرس، هم *الجنود المجهولون* الذين غرسوا القيم، وعلّموا الحروف، وصنعوا الوعي، وكانوا أساس كل نهضة علمية وثقافية عرفها البلد.
ومع ذلك، فإن الواقع المعيشي والاجتماعي لمعظم متقاعدي التعليم *لا يرقى إلى حجم ما قدموه*، إذ يعانون من تدني المعاشات، وغياب برامج العناية الصحية الخاصة، ونظرة مجتمعية لا تُقدّر ما بذلوه. فكيف لمجتمع أن يبني مستقبله *دون أن يُكرم بناة ماضيه؟*
إن تكريم متقاعدي التعليم ليس مجرّد عرفان بالجميل، بل هو *ضرورة تربوية ووطنية*، لأن المنظومة التعليمية ما زالت بحاجة إلى خبراتهم، عبر التأطير والاستشارة والمرافقة.
لذلك، يُنتظر من الدولة والمجتمع:
– رفع معاشاتهم بما يضمن لهم العيش الكريم.
– إدماجهم في مراكز التكوين والاستشارة.
– تخصيص برامج صحية واجتماعية تراعي سنّهم وظروفهم.
– تعزيز صورتهم في الخطاب الإعلامي والتربوي.
*إن ردّ الجميل لمن ربّى أجيال الوطن، هو أول درس في الوفاء والانتماء.*
سيدي محمدولداخليفه