تعليقا على مقال ” الفساد بين الخطر البنيوي وحتمية المواجهة”

تعليقا على مقال الدكتور *محمد عبد الله ولد بيّن* المعنون بـ *”الفساد بين الخطر البنيوي وحتمية المواجهة: نحو جبهة شعبية مستقلة لمحاسبة المفسد في موريتانيا”* يُعد مساهمة فكرية جريئة وواعية في تشخيص أحد أخطر التحديات التي تواجه الدولة الموريتانية، وهو *الفساد البنيوي الممنهج*.
*تعليق موجز:*
1. *وضوح الطرح وعمق التحليل:*
المقال تميز بقراءة واعية لبنية الفساد، حيث لم يقتصر على الجوانب الأخلاقية أو الفردية، بل أبرز طبيعته *المنظومية* المرتبطة بشبكات مصالح، وحماية متبادلة داخل الدولة العميقة.
2. *الربط بين الفساد وغياب الإرادة السياسية:*
شدّد الكاتب على أن مكافحة الفساد في موريتانيا تظل مستحيلة *ما لم تتحقق استقلالية القضاء وتتبلور إرادة سياسية حقيقية*، بعيدًا عن الحملات الإعلامية الموسمية أو التصفيات الانتقائية.
3. *الدعوة لجبهة شعبية مستقلة:*
وهي من أقوى ما في المقال، إذ دعا إلى خلق *أداة شعبية ضاغطة ومستقلة* تتجاوز التسييس والتوظيف، لتأخذ بزمام المبادرة في المطالبة بالعدالة والشفافية، وهو طرح عملي في غياب معارضة قوية أو مؤسسات رقابية فاعلة.
4. *لغة متزنة وتحليل بعيد عن التهييج:*
رغم حساسية الموضوع، التزم الكاتب *لهجة موضوعية ومسؤولة*، مما يعطي المقال مصداقية ويؤهله ليكون مرجعًا في النقاش العمومي.
*خلاصة:*
المقال دعوة ناضجة لإعادة تعريف العلاقة بين الشعب والمال العام،بين الموا طن والرقابة وهوينبه إلي أن* معركة الفساد لايمكن أن تظل مؤجلة أومحصورة في النخب،بل لابدمن إشراك الناس في صياغة أدواة المواجهة.
سيدي محمدولداخليفه