شيخ القُرّاء في شنقيط…:
كتب الشيخ عبد الله ناصر الدين؛
هذا الشيخ الذي يجلس على سريره المهترئ حاملا هاتفه الصغير،تحت خيمته البسيطة، هو شيخ القراء والمقرئين في شنقيط؛ وأحد كبار علماءها خاصة في علم التجويد والقراءات…
إنه العلامة الفقيه و النحوي اللغوي و النظامة الأديب و المقرئ الجامع للقراءات؛ الشيخ محمد الحسن بن سيدي محمد الملقب “إزيدبيه”ولد يحفظُ العلوي الشنقيطي -حفظه الله- شيخ محظرة لكويسي بمدينة النعمة
العالم المتفنن في المقرإ والإقراء والذي انتشر صيته في أرجاء العالم العربي الإسلامي و عمت أسانيده البلاد والعباد و سالت بطاح المقارئ بأنظامه السلسة الرائقة، وتصانيفه العامرة والمتداولة بين المحاظر والمعاهد والقنوات….
•وهذه ترجمة موجزة له:
ولد العلامة محمد الحسن بن سيدي محمد الملقب إزيدبيه ولد يحفظُ سنة1944م غرب مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي وتحديدا حاضرة [بيري بافه] التي كان والده “يحفظ بن محمد الحسن العلوي” قاضيا عليها ويجتمع نسبه مع الفقيه الأصولي العلوي سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم صاحب “مراقي السعود”.
وقد درس الشيخ إزيدبيه مبادئ العلوم وشيئا من القرآن الكريم على والده وأكمل قراءته على شيخه وعمه أحمد بن محمد الحسن الذي أجازه بقراءة نافع …
ثم قرأ الشاطبية على الشيخ محمد شيخنا بن ابراهيم “اباه” اللمتوني، وأجازه بسنده إلى ابن القاضي
و أخذ القراءات العشر الكبرى على العلامة القاضي الشيخ محمد بن محمذن فال الأبيري رحمه الله تعالى، وقد أجازه بسنده المتصل إلى ابن الجزري، و القراءات العشر الصغرى على الشيخ سي محمد العشراوي المغربي…
وكانت أول رحلة له في طلب العلم خارج محيطه أوائل سنة1964 م حيث سافر إلى نواكشوط و اشترك في مسابقة لدخول المعهد الإسلامي للدراسات العليا بأبي تلميت ثم في امتحان الكفاءة التعليمية ونجح فيهما بتفوق، ثم أخذ عن العلامة محمد عالي بن عبد الودود المباركي والعالم المحدث محمد بن أبي مدين الديماني والعلامة أحمد بن مولود بن داداه الأبيري والعلامة محمد عبد الله بن الصديق الجكني .
ثم تحول من المعهد المذكور إلى مدرسة المعلمين التي نجح فيها بالمرتبة الأولى وبعد تخرجه منها عمل مدرسا في التعليم الأساسي فترة من الزمن ثم التحق بالمدرسة العليا لتكوين الأساتذة بتفوق بانواكشوط وعمل بعد تخرجه منها في سلك التعليم الثانوي وفي سنة 1993م تفرغ للتدريس في محظرة أهله بقرية لكويسي بضواحي مدينة النعمة فأقبل عليه الطلاب وازدحموا للأخذ عنه.
أنظامه ومؤلفاته:
1- منظومة خلاصة الأداء في التجويد
2-تسهيل المراس لنظم النبراس في الفرق بين قالون وحفص
3-الخلّ الأثير في الخلف بين حفص وابن كثير
4-جلي الوصف لما من المد يحمل رسمه على الوقف
5-نظم كفاية القارئ في المتشابه اللفظي من القرءان الكريم
6- نظم التكميل+نظم مرآة نهج الدرة(في القرءات الثلاث عشر المكملة)
7-العلم النافع فيما يلزم اتباعه من الفروق بين رسم حفص ونافع
8-مؤلف في قرءات حمزة والكسائي وشعبة،ومؤلف في قراءات ابن كثير وأبي عمرو وأبي عامر إلخ…
وغيرها كثير…
أما عن طلابه فبين من حوى القراءات العشر ومن حوى السبع ومن عرض القراءتين والثلاث والرواية والروايتين
فقد خدم القرآن والقراءات بنفسه وماله وفكره فلم يترك رواية إلا وأفردها في مؤلف، فبمؤلفاته أصبحت القراءات في أذهان الأطفال يرددونها كما يردد أحدهم الفاتحة وما زال ليومنا يروي من معين معارفه وينقح ويحقق في دقائق القراءات
ومن زار محظرته بقرية “لكويسي” ضواحي مدينة النعمة أدرك ما هو أعظم!!
حفظه الله ورعاه وجعله ذخرا للأمة ومتعه بالصحة والعافية.
منقووول من صفحة المدون