من أدب اللفظ العربي الرفيع …..


إن اختيار الألفاظ قيمة ضاعت للأسف فى مجتمعاتنا يجب أن نعي جيدًا أن بين كسر القلوب وكسبها خيطًا رفيعا اسمه الأسلوب،،،

فمن فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب!!  ،حتى قالوا :” لكل مقـام مقـال”…فمن حسن اختيار اللفظ ما ورد عن العرب من مأثور أدب اللفظ الرفيع :قولهم : للمريض “مُعافى”،،  وللأعمى “بصير” ،،  وللأعور “كريم العين” ،،
وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران فسأل وزيره الفضل بن الربيع : ما هذه؟
فأجابه الوزير : عروق الرماح يا أمير المؤمنين أتدرون لماذا لم يقل له : إنها الخيزران؟
لأن أم هارون الرشيد كان إسمها “الخيزران” فالوزير يعرف من يخاطب فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة،،،
أحد الخلفاء سأل إبنه من باب الإختبار : ما جمع مسواك ؟ فأجابه ولده بالأدب الرفيع : (ضد محاسنك يا أمير المؤمنين)
فلم يقل الولد : (مساويك) لأن الأدب هذّب لسانه وحلّى طباعه،،،
وخرج عمر رضي الله عنه يتفقد المدينة ليلًا فرأى نارًا موقدة فوقف وقال : يا أهل الضَّوء وكره أن يقول : يا أهل النَّار،،،
و لما سُئِل العباس رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين : أنت أكبر أم رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
فأجاب العباس قائلًا : (هو أكبر مني ، ولكن أنا ولدت قبله) ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ،،،
فأين نحن اليوم من تلك الخصال الرفيعة في عصر يهون فيه كل مستعصي بفضل ثورة العلم ؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى