أبو النجاة يكتب / ما أشبه الليلة بالبارحة !

 

من المثير للريبة والمحير للمتابعين ما أقدم عليه الوزير الأول الحالي من تنظيم لحفل عشاء فاخر على شرف النواب بعد مصادقتهم على برنامج حكومته مما يعيد للأذهان لغة المقايضة التي كانت سائدة في أنظمة الفساد التي أنهكت كاهل الدولة وأفقرت الشعب بهكذا حفلات لا طائل من ورائها.
أليس حريا بالوزير الأول أن يقدم ما أنفقه على حفل العشاء هذا مساعدة لبعض المتضررين بسبب السيول والأمطار التي شردت الكثيرين وتركتهم بلا مأوى؟ ، بدل إنفاقه على النواب الذين بيدهم زيادة الرواتب ويتقاضون منها ما يكفي لتمكينهم من تجاوز عتبة خط الفقر والعوز . كما أن مصادقة السادة النواب على برنامج الحكومة الحالية واجب وطني إن كان هذا البرنامج يلبي تطلعات المواطنين ويسعى لجعلهم في ظروف عيش كريم بعدالة ومساواة .، وإن كان فيه ما يناقض ذالك فتصويت النواب عليه يكون خيانة لمن انتخبوهم وفي كلتا الحالتين يبقى التساؤل واردا : هل يستحق من أدى واجبه أن يكافأ بحفل عشاء أو غيره ؟، وفي المقابل هل يستحق المتواطئون على المواطنين التكريم والانفاق عليهم في وقت يملأ صراخ المنكوبين كل الآذان ؟
إن إطلالة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وما بشر به من خطة اقتصادية طموحة قد بعث الأمل في نفوس المحرومين والجائعين من أبناء شعبنا وبشرهم بتحقيق غد أفضل للجميع ، كما أن نتائج لجنة التحقيق البرلمانية وما أفرزته من تحقيقات مع من تحوم حولهم تهم الفساد والإفساد جعلت المتابع للشأن العام يعيش تناقضا في وقت كان يظن أن مظاهر هدر المال العام تحت يافطات متعددة قد ولت إلى غير رجعة فهل كان محقا في ذالك ؟ وهل صدم حقا حتى أصبح يردد : ما أشبه الليلة بالبارحة .

أبو النجاة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى