بعيداً عن المزايدات / النائب عن مقاطعة النعمة البكاي ولد خو

قال تعالى : “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون ” (صدق الله العظيم)

تطغى على الساحة الإعلامية هذه الأيام موجات من تعاليق التواصل الاجتماعي ركبها كثير من أهل النوايا الحسنة في هبة داعية للإصلاح واندس في الجموع من هم دون ذلك ربما يقولون كلمة حق أريد بها باطل؛ والله يعلم المفسد من المصلح،
وعليه فقد ارتأيت أن أبين ما قمت به طبقا لمسؤوليتي كنائب عن مقاطعة النعمه وذلك بعيدا عن المزايدات وبالتفاصيل التي من شأنها إحقاق الحق .

-لقد قمت بزيارات ميدانية للبلديات التسع واطلعت على أحوال المواطنين عن كثب؛
-لقد بقيت على اتصال مستمر مع السلطات الإدارية سواء على المستوى الوطني أو المحلي من أجل طرح مشاكل المواطنين والعمل على إيجاد ما تيسر من الحلول؛
-لقد حضرت جميع استقبالات الرئيس والوزراء الأول وما صاحب ذلك من نشاط، ومداولات تدور حول هموم الناس وأخذها في الاعتبار؛
-لقد كنت البرلماني الذي ناقش كل جملة من تقارير ورشة التنمية الجهوية وصاغ اقتراحات وقدم انتقادات وكل هذا موثق؛
-لقد قمت مع بعض الزملاء النواب بتكوين فريق برلماني للتنمية الحيوانية واقترحنا من ضمن أعماله القيام بمعرض تمبدغه للثروة الحيوانية الذي افتتحه رئيس الجمهورية وانبثقت عنه الاستراتيجية الوطنية للتنمية الحيوانية وإنشاء قطاع وزاري مختص؛

-لقد حرصت على المواظبة على حضور كل الجلسات البرلمانية، حضورا نشطا ولم أفوت أية فرصة إلا وطرحت فيها بقوة مشاكل المواطنين الذين كلفوني بتمثيلهم؛

وهاكم بعض النماذج التي يمكن التأكد منها منشورة في الصحافة ومسجلة في الجمعية الوطنية بالصوة والصورة لمن أراد التأكد؛

ففي بعض المرات أقول مخاطبا الحكومة:

“اسمحوا لي أن ألفت انتباه حكومتنا الموقرة إلى صعوبة الأوضاع المعيشية في دائرتي الانتخابية، مقاطعة النعمة بل في الحوض الشرقي بأسره:

-المقاطعة تعاني العطش مما له انعكاسات خطيرة على صحة الأهالي وعلى ثروتهم الحيوانية،

-التوزيع الأخير لأعلاف الحيوان لم يراع خصوصية ولايتنا الرعوية بامتياز فالكميات المرسلة لا تغطي الحاجيات،

-مدينة النعمة مازالت تعاني انقطاعات الكهرباء المتكررة والطاقم الطبي يحتاج الي اخصاءيين ،

-أما المساعدات فهزيلة ولست بمبالغ إن قلت إن طبقة رجال الأعمال شبه منعدمة عندنا مما جعل الأعمال الخيرية تقتصر على مساعدات بسيطة مثل ما قامت به مشكورة مبادرة النعمه واجهتي.

معالي الوزير،

ولاية الحوض الشرقي في هذا الصيف الحار تحتاج تدخلا سريعا؛

-يحتاج سكانها إلى الاكل والشرب والدواء،

– يحتاج منموها إلى توفير الاعلاف والمياه،

– تحتاج السلطات الإدارية والامنية الي موارد مالية لتتمكن من الانتصار في حربها الآنية علي فيروس كورونا وفي مكافحتها المستمرة للفقر المدقع،

-يحتاج العمد إلى صندوق الدعم الجهوي لتمكينهم من مواصلة حملات التحسيس.

معالي الوزير،

مسنا وأهلنا الضر والإجمال أجمل، غير أني أكون خائنًا للأمانة إذا لم أقل هذا وأكثر والله المستعان.”

وقد طالبت أيضا بافتتاح إعدادية وثانوية إضافية بالنعمة نظرا لاكتظاظ الفصول بشكل تخطى المعايير المقبولة، واستغربت
أن أولى المناطق من حيث الثروة الحيوانية لا يوجد بها أي تكوين بيطري !.

وحينها قلت مخاطبا الوزير الأول:

“يريدون قطار تعهداتي بطيئا يعمل بالبخار ويتعطل في كل محطة ونريده قطارا سريعا يقتصر المسافات ويجتاز كل المطبات التي ستزرع في طريقه وقد تم شحن بطارياته بالإيمان والوطنية والطموح، لا يدع أحدا على قارعة الطريق، ولا يدع منطقة نائية إلا وفك عنها العزلة الاقتصادية والثقافية فمن سار على الدرب وصل وعلى قدر أهل العزم تأتي العزايم!”

ومرة أخرى :

“إن محاربة الفقر تعني بالنسبة لنا الكثير فهي من الأولويات التي لا يمكن ان تنتظر وهي مرتبطة بكل الإصلاحات الجوهرية المرتبطة بمختلف القطاعات.�وفي هذا المضمار فإننا نؤكد على أهمية القطاع الريفي الذي يحوي أكبر نسبة من المعوزين الذين آن الأوان لدمجهم في الدورة الاقتصادية، لذا فنحن نثمن سعيكم إلى التكامل بين الزراعة والتنمية الحيوانية وكذا ” زيادة الاعتمادات المالية المخصصة للتنمية الحيوانية من أجل تحسين صحة الماشية، وترقية نمط التربية الكثيفة، وتنويع السلالات، وتشجيع إنتاج الألبان، وإقامة منشآت حديثة لهذا الغرض”.�إننا نبارك كل الإصلاحات التي أعلنتم عنها في قطاعات العدل والتعليم والصحة والحكامة الرشيدة والديبلوماسية والبنى التحية وأملنا كبير أن تشهد البلاد تحولا نوعيا يمكنها من أخذ المكانة اللائقة بها بين الأمم.�ولن يكون ذلك ممكنا الا اذا أعطينا الأولوية للعنصر البشري واستثمرنا في الانسان ليكون المواطن على مستوى التحديات.

سيدي الوزير الاول،�السادة الوزراء،�أيها السيدات والسادة،
اسمحوا لي ان أشاطركم اهتماماتي كنائب عن واحدة من اكبر المقاطعات ، مقاطعة النعمة وان اخبركم عن احوال مواطنيكم وأهليكم هنالك، ولربما كانت هذه الحال تقريبا في ولايتنا إجمالا.
باختصار شديد،
-الشباب يعاني من بطالة مثبطة، حدث عنها ولا حرج ، لقد هاجر جلهم إلى العاصمة او إلى الخارج ولم يبق في القرى والأرياف إلا العجايز والأطفال،
-الاقتصاد اساسه تنمية المواشي على الطريقة التقليدية يرحل للانتجاع بحثا عن الكلإ والماء مما يتطلب مزيدا من الآبار ومحاربة الحرايق،
-الزراعة الموسمية أصبحت شبه مهجورة رغم سعي الأهالي في إقامة سدود تحتاج للمساعدة والتأطير،
-السدود جرفتها المياه مما يستدعي ترميمها،
-نسبة التمدرس متدنية والتسرب المدرسي بلغ أرقاما لا تصدق ، أما المستوى فهو كارثي إذ بلغ عدد الناجحين في البكالوريا هذه السنة اقل من عدد أصابع اليد،
-ما زالت حمى الخريف تقتل الناس بالعشرات مما يستدعي لفتة خاصة سيما في هذا الفصل من السنة،
-المطار العالمي نسجت عليه عناكب الإهمال مما يزيد في عزلة المدينة البعيدة عن العاصمة،
-الأسعار مرتفعة جدا نظرا لغلاء النقل مما ينعكس على القوة الشرائية المنعدمة اصلا،
-البيئة تعاني من الحرايق وقطع الأشجار لبيع الفحم والحطب،
-البنى التحية هشة ومنعدمة …إلى ما إلى ذلك مما لا داعي لذكره والاجمال أجمل.”

وفي الجلسة العلنية المخصصة لنقاش الميزانية المعدلة نبهت إلى مشاكل التعليم إذ أن 70 مدرسة من 658مدرسة في الحوض الشرقي لم تجد مدرسا في العام المنصرم؛ هناك نقص شديد في الكادر البشري وتهالك في البنى التحية إذ سقطت عشرات الفصول المرئية في الخريف المنصرم ومن بينها أول فصل تعلمت فيه بقريتي.

أقول إني أعاهد الله وأعاهد المواطنين على مواصلة طرح المشاكل ولن يكل عزم ولن نتوانى في الإفصاح بصوت عال عن مكامن الخلل نخرج من دوامة التخلف التي نقبع فيها منذ عشرات السنين.

هذا وقد طالبت ومازلت “أطالب مجددا بتفعيل اللامركزية والتسريع بإعطائها المحتوى الاقتصادي الذي لا غنى عنه وذلك من أجل محاربة الفقر الذي ما زالت وسائله مشتتة وما زال التكفل بالفقراء والمساكين والذين لا يجدون حيلة والمعوزين من الأرامل واليتامى والعاطلين عن العمل من شباب وشيوخ، أقول ما زال التكفل بكل هؤلاء في بدايته ودون المطلوب.
إن محاربة الفقر مشروع عظيم ولا بد أن يسخر كل شيء لأجله لأنه الضمان الوحيد للحرية الاقتصادية التي هي أم كل الحريات ولذا نطالب بحق الجميع في الحياة الكريمة؛ الحق في الماء الشروب، الحق في الصحة للجميع، الحق في المدرسة لكل الأطفال أنى يتواجدون وبغض النظر عن أصولهم، الحق في الطعام لكل البطون الجائعة؛ إلى آخره من الحقوق التي نريد من الميزانية أن تكون أداة لتحقيقها وبقدر ما اقتربت من تحقيق ذلك الهدف الأسمى بقدر ما كانت ممتازة.
فالإنسان هو الغاية وحقوقه من أقدس المقدسات واسمحوا لي إن ركزت على الحقوق الاقتصادية وذلك لأن دائرتي ، مقاطعة النعمة، تعاني من كل المشاكل المطروحة في الوطن وتزيد بما يترتب على البعد الشاسع عن المركز السياسي والاقتصادي وبما عانت من غبن وتهميش على مر السنين وذلك رغم ما حباها الله به من موارد مادية وبشرية نرجو أن يكون آن الأوان لحسن استغلالها والانتفاع بها.
أملنا كبير في إنشاء القطب الاقتصادي المنتظر في ولايتنا وقد كان لنا ملتقى في النعمه مع وزارة الاقتصاد تدارسنا فيه ‏الاستراتيجية الجهوية للنمو المتسارع و الرفاه المشترك للحوض الشرقي، نرجو أن تؤخذ ملاحظاتنا بعين الاعتبار وأن تدخل هذه الاستراتيجية حيز التنفيذ.”
وستكون معركتنا المقبلة إن شاء الله من أجل إنجاح هذه الاستراتيجية التي تعاني كثيرا من الهشاشة مما أشرنا إليه بالتفصيل في الورشة ولن نكون ظهيرا لمن يريدون بيع مصنع الألبان الذي تعلقون عليه كل الامال وإهداء ه على طبق من ذهب للتجار؛ سواء كانوا محليين أو غير ذلك فالقطاع الخاص هدفه الربح الخاص ونحن بحاجة إلى قاطرة للتنمية العمومية.

إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى