كل عام وأنتم بخير / فريد حسن


كل عام وانتم بألف خير :
اليوم نودع عاما مضى ونستقبل عاما أقبل:
سنة أضيفت إلى عمري . أرجع بفكري إلى الوراء فأرى وأتذكر ما كان وما حصل في ثلاثة أرباع قرن عشتها من أمور ايجابية وأخرى سلبية ولنتفاءل ولنبدأ بما هو خير :
لقد تطور العلم بسرعة لم يكن البشر يتصورونها – فالعلم الذي انتجته البشرية منذ وجودها على سطح الارض صار ُينتج من معلومات في سنة واحدة يزيد عما وجد في عشرة آلاف سنة قبل القرن العشرين ؟
وتطورت مع العلم التكنولوجيا في كل مجالات الحياة –( في الصناعة والزراعة والفضاء والتجارة والنقل والطب والاعلام والاتصال والانتقال وصناعة الدواء والغذاء ….)!
وقد ارتاح الانسان وترفه بسبب التطور التقني ووفر الجهد والوقت في الوصول إلى غايته ؟ وتناقصت أعداد الوفيات وتزايد البشر بشكل متوالية هندسية, وتزايد الطلب على المواد الخام للصناعة والزراعة – وتسبب ذلك في نقص الموارد الزراعية والمياه !
وهنا ننتقل الى المظاهر السلبية للتسارع المعرفي والتسارع الصناعي والزراعي والطبي والاعلامي والتسارع في تكنولوجيا الاتصالات والحوسبة وعلوم الفضاء !
نتج عن هذا التطور السريع في المجالات المذكورة:
منتجات لصناعات ثقيلة متراكمة في المستودعات وخاصة الاسلحة منها – وكانت كل الحروب بسبب الكساد الحاصل في تصريف المنتجات المتراكمة في المستودعات – هذه الحروب التي تدمر قوى بشرية وتعيد اقتصاد دول عشرات السنين إلى الوراء وتؤخر النمو والتطور في تلك البلدان مما يبقيها سوقا لتصريف البضائع المكدسة في الدول الصناعية – بينما تفرغ مصانع الاسلحة في مستودعات تخزينها بعد أن أكلها الصدأ ؟
ويجب أن لا ننسى التغيرات المناخية التي سببها غازات ثاني أوكسيد الكربون والغازات الاخرى المتصاعدة من المصانع ومن عوادم السيارات والطائرات والبواخر ومن الحرائق والوقود المنزلي والتدفئة الحكومية …الخ ؟
وقد أدى ذلك الى ثقب الأوزون المحيط بالكرة الارضية والذي يحميها من أذى أشعة الشمس – وأدى ثقب غلاف الاوزون الى ذوبان جليد القطبين والى كوارث طبيعية في مجالات شتى مما أدى إلى الاخلال في التوازن البيئي ؟
وجاءت كورونا لتكشف المستور فتظهر لنا هشاشة كثير من الدول عندما عجزت عن وقف جائحة بسيطة رغم قدرات تلك الدول العسكرية والنووية وغناها الاقتصادي وتطورها العلمي الذي كان موجها للصراعات والقواعد العسكرية والحروب الخشنة,ومجددا للحروب الناعمة التي تشعلها ويكون من يدفع الثمن هو الوكيل من شعوب الدول المتخلفة بينما المكاسب تكون كلها لمن حركها كما حصل في روانده , وسوريا , واليمن ,وليبيا , … ؟
نعم : في كل سنة اعود بذاكرتي التي تحتوي مخزونا عما كان عليه الأمر في الاربعينات من القرن الماضي, وما هو كائن الآن فأجد ان الخير يتراجع مع الاسف أمام الشر إن كان ذلك في وطننا العربي أو على مستوى العالم – فالمادة جعلت الكل لا يفكر إلا في مصلحته الضيقة متناسيا الضرر الذي يصيب الآخرين مما ينقل الضرر اليه دون أن يشعر ؟
كل عام وانتم بالف خير !
من صفحة المدون فريد حسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى