موريتانيا.. الحزب الحاكم يحتفي بذكرى تنصيب «غزواني»

احتفل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، مساء اليوم السبت، بمرور عام على تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وحاول تقديم حصيلة عمل الحكومة خلال هذا العام، بحضور الوزير الأول إسماعيل ولد ابده ولد الشيخ سيديا.

رئيس الحزب سيدي محمد ولد الطالب أعمر، ألقى خطابا مطولاً، استمر لأكثر من عشرين دقيقة، ترجم بعد ذلك إلى اللغات الوطنية، واستعرض فيه ما يمكن القول إنها حصيلة سنة من حكم ولد الغزواني، مع ملامح السياسات الرسمية والحزبية.

ووصف ولد الطالب أعمر مشروع ولد الغزواني للحكم بأنه «مشروع تحديث موريتانيا»، وفي فقرة أخرى قال إنه «مشروع إعادة التأسيس»، ثم قال في حيز آخر من الخطاب: «إن ما يجري اليوم في بلادنا هو إرساء دعائم دولة قوية، بشكل عميق وهادئ، متجاوزة ردحا من المعاناة الطويلة، وتلاشي النظم وانهيار المؤسسات، وضياع حقوق المواطن ومصالحه».

ولكن رئيس الحزب الحاكم وهو يقدم حصيلة السنة المنصرمة، قال إنها شهدت عراقيل كثيرة تعود إلى «التحديات الإقليمية والدولية ومخلفات الماضي».

عزف النشيد الوطني في بداية الحفل (صحراء ميديا)
عزف النشيد الوطني في بداية الحفل (صحراء ميديا)

تهنئة البرلمان

على المنصة الرسمية جلس رئيس الحزب الحاكم محاطا ببعض نوابه، عن يمينه الوزير الأول إسماعيل ولد ابده ولد الشيخ سيديا، وعن يساره رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه، بينما بدأ ولد الطالب أعمر خطابه بتهنئة نواب البرلمان على دورتهم التي وصفها بـ «الناجحة».

تجاهل ولد الطالب أعمر الحديث بشكل صريح عن لجنة التحقيق، وما أصدرت من خلاصات وتوصيات، ولكنه أشار إلى أن النواب أظهروا ما سماه «روح الانسجام والمسؤولية في التعامل مع الملفات»، وأضاف أن نواب الحزب «كانوا عند حسن ظن الاتحاديين بهم، بل وجميع الموريتانيين».

وتوجه ولد الطالب أعمر بالتهنئة إلى النواب على ما قال إنها «النتائج الهامة التي تمخضت عنها هذه الدورة، والتي لا شك ستشكل لبنة صلبة في حكامتنا الوطنية»، واصفاً السياق الذي جاءت فيه بأنه «لحظة مفصلية في تاريخ البلد»، على حد تعبيره.

ذكرى التنصيب

معارضون ظهروا في فيديو دعائي خلال الحفل (صحراء ميديا)

اقتصرت فعاليات الحفل على الخطاب الذي ألقاه رئيس الحزب الحاكم، الذي قال فيه إن فاتح أغسطس من العام الماضي «شكل لحظة فريدة وفاصلة»، ووصف ولد الغزواني بأنه «القائد الذي يعول عليه شعبه في العبور الآمن إلى مستقبل زاهر، قوامه البناء والرفاه والتماسك».

وقال إن العام المنصرم شهد إقامة «مناخ سياسي هادئ» أدى إلى بزوغ «تيار وطني جامع»، ودفع بعض النخب الوطنية إلى «مراجعات فكرية وسياسية عامة»، معتبراً أن كل ذلك أسفر عن «إحساس الجميع بالتحول الديمقراطي الذي ظل متعثرا زمانا بفعل الصراعات السياسية العقيمة»، على حد تعبيره.

وأشاد ولد الطالب أعمر بمستوى التنسيق بين الأحزاب السياسية في الأغلبية والمعارضة، وقال إنه شمل العديد من الملفات بما فيها «محاربة الفساد بكل أنواعه»، مشيراً إلى أهمية «منسقية الأحزاب الممثلة في البرلمان».

رغم ذلك التنسيق والعلاقة الودية، غابت أحزاب المعارضة عن الحفل، مع أن بعض قيادات صفها الثاني ظهروا في مقطع فيديو دعائي مصور عُرض على المنصة الرسمية قبل بداية الحفل، يتحدث عن «سنة من تعهداتي».

نفس الوجوه

حضرت الحفل أغلب الوجوه السياسية المعروفة في الحزب الحاكم طيلة السنوات العشر الأخيرة، بمن فيهم شخصيات ورد اسمها في تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، بعض هذه الشخصيات جلس في الصف الثالث والرابع، بينما وجد آخرون مكانهم في الصف الأول.

شباب ناشطون في الحزب يطالعون مجلة عن حصيلة عام من حكم غزواني (صحراء ميديا)

في حين كانت أغلب وجوه الصف الأول هي نفسها التي تصدرت المشهد خلال السنوات الماضية، كان رئيس الحزب يقول في خطابه إن «تمكين الشباب» يحتل صدارة اهتمامات الحزب وبرنامج «تعهداتي»، مشيراً إلى أن الهدف الأكبر هو «تهيئة نخب جديدة تملك الأخلاق والرؤية الصادقة للعناية بالشأن الوطني».

وشدد على أنهم سيعملون على «تنقية الحياة السياسية من شوائب الانغلاق، وأدران البغضاء والتخوين والولاء للآخر، وترويج الصراعات والعمل على تنافر المكونات الوطنية.. ذلك سبيلنا وتلك خيارات رئيسنا»، وفق تعبيره.

كان الحضور كبيراً في القاعة الرئيسية بقصر المؤتمرات القديم، حتى أن المنظمين لم ينجحوا في فرض قاعدة التباعد الاجتماعي من خلال ترك مقعد شاغر بين كل شخصين، ولم يحترم الحاضرون إشارات تطلب منهم ترك تلك المقاعد شاغرة.

أما الكمامات التي وزعت على نطاق واسع داخل القاعة، فقد كان المسؤولون يسارعون لنزعها كلما وجهت إليهم الكاميرات، فالرغبة في تسجيل حضورهم كانت أكبر من خوفهم من الإصابة بفيروس «كورونا»، مع أن مقدم الحفل بدأ بدعوة الحضور إلى الالتزام بإجراءات الوقاية من العدوى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى