ثرثرة على ثرثرة/ محمد عبد الله بين


1- لم تكن الظروف الصحية للبلد تسمح بغير الاستجابة للشروط الموضوعية للتماهي مع ذلك الامتداد الذي يسمح بالسباحة بأفكارنا وعقولنا يمينا ويسارا نتقصى أخبارنا ونقيم جزءا من ماضيا المشرق ، نتفاعل ونتأمل في تراثنا لعلنا نجد فيما بقي من ثقافتنا، لعلنا نجد ما يساعدنا على التحكم في سلوك جماعاتنا في الشتات والمهجر الفكري فنقوم ما اعوج ، ولكن أيضا لمعالجة أسباب العقم والانحراف، فشبابنا يحتاج إلى ترشيد خطابه وإعادة تشكيل الوعي القومي بالعودة إلى التشبه بالمعايير والقيم الناصرية.
فالحاضر يحتاج إلى أن يربط بالماضي وأن يتم ردم الهوة بين الأجيال عن طريق أدوات قابلة لاستدعاء الوعي وتحرير العقل وتحصينه من السلب والغزل الثقافيين.
2- تظل مسألة الربط بين الأجيال حجر الزاوية في عملية الاستخلاف وهي كذلك أهم مؤشر على السلامة من العقم السياسي ، فلا خير في توجه سياسي لا يقوم على نخبة قادرة على خلق الظروف الملائمة لإستمرار النهج الفكري، وهو ما لا يمكن تصوره دون تعبئة الطاقات الشابة وتهيئتها لحمل الرسالة الحضارية …
المناخ الذي يتولى الضمانات الأساسية في هذا السياق هو المؤسسات التعليمية ، التي تشكل الرهان و الحاضنة والآلية المتخصصة في هذا المجال.
المدرسة تعلن عجزها عن أداء مهمتها بما تعانيه من اختلالات بنيوية تطال المدرس والمنهاج والبنى التحتية والحكامة ، و هي تعلن استقالتها جراء ما تعانيه من وهن ، وما يتعاورها من ارتكاس في قيم الشراكة والتدبير.
3- يحتاج مشروع من هذا النوع إلى تجديد قائم على الاستفادة من أساليب الحداثة والتطور ، ويرتكز على الثوابت القومية، تنغرس جذوره في منابع الأصالة الاسلامية. ولا شك أن مشروعا هذه مواصفاته قابل للتجدد الذاتي لما يمتلك من مقومات ثرية بعوامل النهضة والتطور.
4- وستكون الطريق سالكة لمشروع هذه معالمه لحجز الموقع المناسب
في هرم السياسة والإدارة .
محمد عبد الله ولد بين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى