امة ابتكرت امريكا أصناف الاعتداء عليها…”خاطرة “


قد رجح عندي في وقت مضى الابتعاد عن ابداء الرأي في أوقات طغيان العاطفة لدى المهتمين ،وهي مهمة سهلة لان تعصبهم لا يغري بتوهم مظنة الاستفادة؛ ويحطم آمال وآفاق المشاريع التي أتمنى ان ترى النور من خلال تعقل الواقع الذي اصبح في متناول البصر.
ان ما يجري صراع مصائر ،ومطالب مستقبل وازمة أمة تحاول ان تستجمع بقايا طموح وارادة،وبقايا آمال ورؤى ، تذكرها ان لها دورا وحقًّا و موقعا في زمن عالمي جديد .
امة تحاول ان تتذكر انها اعتنقت ديانة سماوية بعثها حكيم عليم ادرى بمصالحها ،وليست جزء من مخطط أمريكي أحكمت اعداده مراكز دراسات لها من العلم والعلماء ما مكَّن من استغلال قصة الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه.
امة ابتكرت امريكا أصناف الاعتداء عليها ،
لم تجرب فيها السوط والنهب فحسب وإنما اضافت الاعتداء على حرمة العقل ،وحرمة الكلمات .
حين سقط النظام العراقي بالتعاون مع كثير من علمائنا ،أقنعونا ،انها فوضى خلاقة ،ولَم ينتبه العقل العربي ولا الاسلامي بشكل أوسع ،لمجرد خطورة ما وراء المصطلح،كان اختبارا واستفزازا للعقل والفعل العربيين …ولم يجد من الدراسة كفاية.
كان ذلك المصطلح رسالة وبداية عصر جديد،وتاريخ غير مسبوق في الأفق التاريخي المتوسط المدى .
وحين أفتى القرضاوي اطال الله بقاءه وغفر ذنوبه،بانتهاء فترة الهدنة مع الشيعة ،بأسلوب مفهوم ،كان ذلك رأس خيط التقطه المعنيون بمهارة ،وومضة سجلتها ذاكرة الوعي قبل ان تسقيها دموع الثكالى ؛ ان عدم وجود مراكز علمية تتتبع وتتقصى وتستخلص منع أخذ الحيطة المطلوبة لتفادي نتائج ذلك التوجه.
الصراعات الدائرة يمكن الجزم عن وعي ان العنصر الرئيس فيها ليس دينيا ،ولكن “الدين ” احد الحصون التي يتم اللجوء اليه في أوقات الأزمات لانه حصين باجماع المصالح والإرادات المتصارعة .
نحتاج وقفة تأمل ومستودع أفكار نصب فيه خلاصة ما توصل له الرشد الاجتماعي لتتم عملية تفاعل نستخرج منها بانتقاء وعناية ما يصلح لبناء قاعدة صلبة سندها امتياح العناصر المشكلة للوعي الجمعي .
لم نكلف أنفسنا دراسة الحقائق بالحذف والاضافة،وذلك ما جعل الوقائع تغافلنا والمشاهد تربكنا ،وقد تتابعت الحلقات متسقة في انسجام واضح للمهتمين ،فالتاريخ حلقات ليست بينها صفحات فارغة
– [ ]

بقلم  بونا الحسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى