” إشارة حمراء….! “إلى من يعنيهم الأ مر”


عندما يقول لك الناس من أنت ؟ و تجيب : فلان ابن فلان ، و يردون عليك “وخيرت”، لا تنتفخ كبالون مطاط ، فإنهم لا يعنونك ، إنهم يرونك في جلباب جدك ..
ظل كثير منا يتجاوز في انتسابه آباءه الأقربين ، ليلتصق بجد بعيد اكتسب بعمله ، و علمه ، و أخلاقه قيما سامية أحلته رتبا عالية …
و لهذه الظاهرة لا شك مزية تقوية العلاقة الرحمية و إحيائها حتى يبقى أبناء العمومة عائلة واحدة ، إخوة في الذكر وفي ذلك من منافع المحافظة على النسب و صلة الرحم ما لا يخفى …لكن مع ضرر وهم “وخيرت” التي يظن المخاطبون ممن لا يملكون لها جالبا ، و لم يبذلوا فيها جهدا أنهم معنيون بها ، مستحقون لها انتسابا لا اكتسابا ..
صيت آبائنا كسب حققوه بجهودهم ، تعلما ، و تعليما ، و كرما ، و صدقا ، و شجاعة ، و تواضعا ، و غير ذلك من معاني النبل و التميز ، و لا ينبغي أن نجعل من كسبهم نسبا لنا ، فكم علا ذكر إنسان و خبا ذكر أخيه..
و في تحليقنا عاليا في فضاء الأموات شيء من عقوق غير يسير ، لماذا نتاجوز أبانا و أباه ، فيجهلهم أبناؤنا فلا يسمعون لهم ذكرا ، و لا بهم فخرا…
إفلاس إذن أن أختزل نفسي و أعدمها لأحيا بروح ميت قد أجهل مكان قبره ، و قبيح أن أفر مني إلى قبر قد لا أذكره و لا أترحم على صاحبه إلا حين أختلس بتواطئ مع الناس بعض صفاته و أنتحلها ادعاء ، قبول المغالطة جبن ، و سرقة لشرف الآخر ، و ركوب بتذكرة الغير…
أخلاق آبائنا ، و صفاتهم لا تنتقل إلينا بالوراثة ، لأنها كسب خارج على الجين…هي صفات خلقية بضم الخاء لا تنزاح وراثيا ، لصيقة بأصحابها ، قد نرث بشرة سمراء ، أو قامة فرعاء ، أو عيونا دعجاء ، لأنها صفات خلقية بفتح الخاء و منزاحة وراثيا حتى إلى العاق…
فكم من حي يتنفس اليوم برئة ميت ، و يأكل بجيب دفين …و كم من جبان يستأسد بلقب شهيد ، و قزم يعلو بحجارة رمس…
وخيرت…
وللحديث بقية
إن كان في العمربقية.
من صفحة
الشريف مهدي الإدريسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى