محمد إسحاق الكنتي يكتب معلقا على صوتية( الشيخ )
الشيخ والتنظيم..
أثارت صوتية الشيخ الددو ردود فعل متشنجة لدى بعض قادة تنظيم الإخوان في بلادنا. فقد عدوها شهادة لصالح خصم سياسي استطاع احتواءهم بالجزرة دون التلويح بالعصا. لم يفعل الشيخ أكثر من رد الجميل لنظام سياسي أصاب من نواله. وهي سنة دأب عليها مع أنظمة أجنبية، والنظام الوطني بها أولى. فقد أثنى على النظام السعودي، أيام الوصال؛ فانهمرت عليه عبارات الثناء “منقادة.. ولم تكن تصلح إلا له، ولم يكن يصلح إلا لها”. وقل الشئ نفسه في الإمارات، والسودان وقطر وتركيا. صحيح أن العلاقة ساءت مع السعودية فأصبحت معتدية على المسلمين في اليمن بعد أن كانت مجاهدة فيه. وبلغ العداء للإمارات حد إلزام المسلمين بمقاطعتها. وأخرجت ثورة شعبية الرئيس الصائم من “بيت الزينغو” في القيادة العامة للجيش. لكن المدائح لا تزال تنثر تحت الدوحة، وعلى عتبات الباب العالي. فلماذا ينقم التنظيم على الشيخ “صوتية الإنصاف في زمن الإنصاف”؟
لقد عودنا التنظيم على الاصطفاف خلف الشيخ مخطئا ومصيبا؛ فقد كفر الشيخ أربعة من قادة المسلمين، والتكفير من خطة القضاء، فكبر التنظيم. وتمايل الشيخ مع الراقصين على وقع “سوينغ: قم غادر” محرضين على النفير إلى الفتنة، فكبر التنظيم. وحرم الشيخ “ساعة موريتل”، فكبر التنظيم. وتصدى الفقهاء للشيخ، فاضطر إلى التراجع. وأحل الشيخ الربا للمسلم في دار الكفر، فكبر التنظيم. واضطر الشيخ إلى التراجع تحت ضغط الأدلة الدامغة على فساد الفتوى؛ فخصصها بعد التعميم.
لا يهتم التنظيم للشيخ إلا في مواقفه التي تخدم التنظيم بغض النظر عن صوابها وخطئها في ذاتها من حيث التزامها بقواعد الشرع ومساطر الفتوى. فقد وصف جميل، حين كان رئيسا لتواصل، الشيخ بالجنون في تسريب لعله لا زال متاحا على الشبكة. واليوم يتهمه أحد قادة الإخوان بالغفلة لمجرد ثنائه على ما تحقق لبلادنا في ظل نظام التهدئة والتصالح.
إننا في الأغلبية نرحب بالشيخ الددو، ونوسع له في حلقتنا، راجين له مقاما طويلا بين ظهرانينا، وأن تكون صوتيته فاتحة لمواقف أكثر حسما ووضوحا وثباتا. أما صاحب الخمرة المعتقة فقد كان أحد العشرة؛ عاصرها، وحاملها، ومحمولا ريعها إليه، وقد أخرج من كرمها مكرها.. فأين ذهل عن حكمها قبل “أن تعبأ في زجاجات جديدة”؟؟؟