مدينة العيون :دشرة ،غلاء بامتياز ..
تشتهر مدينة عيون المكفه عاصمة الحوض الغربي ،أو عيون العتروس كما يسميها البعض ،بعروس المدن الموريتانية لما حباها الله به من جمال الموقع الجغرافي الأخاذ والمناظر الطبيعية الخلابة والمخزون السياحي الهائل الذي يأسر القلوب ويمتع الناظرين ؛
إضافة إلى دورها القيادي في الثورات ضد ظلم الأنظمة وعدم الإنصاف والريادة في تجسيد التضحية في سبيل الحرية من ربقة القيد وأي قيد ..
إلا أن التراجع الملحوظ في هذه القيم خلال العقدين الأخيرين حول الحياة المعيشية فيها إلى خلل وجبت معه مراجعة شاملة لتلك المفاهيم وتلك القيم الميثالية النبيلة التي ميزتها عبر كل مراحل جيل التأسيس ..
فلم يعد الإرتفاع المذهل لأسعار السلع والبضائع والخدمات يثير أي مواطن ولارفضا لأي من الساكنة في عيون المكفه ، مهما كان مستواه المادي او المعرفي وكأن الجميع راضي بجحيم الواقع المعيشي المختلف عن غيره في مختلف مدن الوطن على الإطلاق ..
فقد تستغرب عزيزي القارئ حين تجد سعر سلعة مجلوبة من العاصمة في سوق العيون بضعف ثمنها في مدينة باسكنو بولاية الحوض الشرقي خلافا لكل المقاييس ،ودون اعتبار لأي منطق وينسحب الأمر ذاته على معظم المواد الغذائية والخدمات ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطن مما يفسر أحد أمرين : إما ان مستوى دخل الفرد في المدينة يضاعف مثيله في المدن الأخرى أو أن السلع والخدمات الموجودة تختلف من حيث الجودة عن تلك التي تعرضها المدن الأخرى وهو مالايجد أي معنى في أي من هذه المعطيات ..
وبالجملة فإن مدينة عيون المكفة مدينة غلاء بامتياز فكل شيئ فيها غالي حد الجنون ولا أحد يحرك ساكنا والغالبية العظمى من هؤلاء المواطنين تكيفوا مع الوضع الساخن هذا واستعاضوا عن اللحوم الحمراء ب”ياي بوي ” وعن الأرز الأجنبي والمحلي والقمح الأمريكي بالعيش المحضر من الذرة والدخن المجلوبين من مالي المجاورة وعن الخبز بالمستديرة (سرقله) والفستق المالي ..
ولم نعد ننفخ إطارات سياراتنا عند الميشلينه فالنفاخ اليدوي المجلوب من الصين الشعبية يفي بالغرض ..وسنتخذ من ظهور حميرنا مركبات إذا مارتفع سعر البنزين ومن جلود أنعامنا لباسا إذا ماشتد الوطيس ..
وعلى الله نتوكل نحن الفقراء من الطابور الخامس في مدينة الثورات “سابقا “.. مدينة عيون العتروس …