تقرير الداخلية ؛ حين يتشبث الغريق بقشة قماش ..”رأي حر “
أثار التقرير المنسوب لوزارة الداخلية والمسرب مؤخرا الكثير من الجدل بين الأوساط السياسية والقوى الشعبية والنخب الوازنة في منطقة الحوض الشرقي خاصة وفي الشرق عموما لما يحويه من مغالطات لاتستند على أي معيار يمت للواقع السياسي بصلة اللهم إلا إذاكان بمقاييس هوى في نفوس الإداريين ومقربيهم في شبكة المخابرات المحلية الضيقة .
فقد أثارت الوثيقة التي صنفها الكثيرون بالتفجير الخاطئ في الوقت الخاطئ وغير المناسب باعتبار ما ستتركه من اشمئزاز في هذه الأوساط السياسية مستقبلا في التعاطي مع الشأن العام في استشراف الإستحقاقات المقبلة والتي كان يفترض أن تحافظ على تماسك الإجماع الذي حققه الإلتفاف على برنامج غزواني والذي تعتبر الوثيقة بمثابة نسف لمعظم أساساته ..
وما يزيد الطين بلة هو أن الداخلية التي لم تنف أوتؤكد مسؤوليتها في إعداد التقرير المسيئ إلى وزن العديد من الكتل السياسية والعبث بمكانتها مما ترك ضبابية تشوه الصورة القاتمة لمستقبل الخارطة السياسية في ضوء هذه المتفجرات التي وضعها القائمون على التقرير في نفوس الفرقاء السياسيين واللاعبين الحقيقيين في المعترك الحوضي بشكل خاص ..
وستظهر الأيام القادمة تشكلا جديدا يعيد الصورة الحقيقية للمشهد السياسي حين يتشبث الغريق بعود أوبقشة قماش تنجيه وسط أمواج الغضب العارم للسواد الأعظم ..وسيتضح للنظام وقتها أن من أعدو التقرير لم يكونوا في صالحه بالمرة ..