في حضرة الشاعر/ الحسين ولد مدو

ارتأيت مع العميد محمد عبد الله ممين أن نقطع على الشاعر ناجي محمد الامام مناجاته ،ونربك تأملاته، وأي ازعاج أمتع من إرباك شاعر في خلوته … يسميها بعضهم زيارة وآخرون معايدة….

وصلنا البيت العامر ..و هاهو الشاعر…في يده سبحة اعتادها وبقلبه شخوص و أمكنة بأزمنة غابرة ارتادها ،و حوله أشعار تعود على نسجها كبضعه منه.
ها هو الشاعر كنسر أبي ريشة، أضناه العلاج ومازال ينضح شعرا، واقعده الألم فاتشح بأسى كبير وكبرياء أكبر … صبر واباء وشعر متدفق وبسمة تقاوم الألم فتقهره.
لم نجد الشاعر وحيدا في خلوته التي افترضناها ولا منفردا في مرابد الشعر التي توقعناها … الشعراء يعايشون مساكن ويسكنون أزمنة، وحدتهم جمع واجتماعاتهم فرادة.
وجدنا البيت عامرا بساكنيه المتساكنين ومأهولا بمؤنسيه المتنوعين وأزمنته المتعددة … الشعرية بخيالها الخصب والصوفية بتجليها، المتنبي وأشعاره والشيخ عدود في محرابه وروحانية الشيخ احمد ابو المعالي وفروسية الأمير عبد الرحمن ولد أسويد أحمد.
وكان معنا بالبيت الشيخ ولد مكي واخوانياته وولد سيد ابراهيم وولد ابنو والشيخ سيد أحمد البكاي ولد عوه وأهل اقمتار .

ومن حول الشاعر كان فضاء واسع من أمكنة يسكنها وتسكنه ولاته، افطوط، جونابة، صنقرافة ،امحيرث، امساغه، تيرس، اكشار ، تيرس اندر الابيظ .
.
كلهم يسكنون القلب الشاعر والبيت العامر، يسامرهم ناجيهم، يهدهدونه ويناغيهم، يعيد قراءتهم فينبجس الشعر والعشب والخصب والظلال ويهديهم لزواره المزعجين.
هم أولاء الشعراء الحقيقيون حزنهم شعر وسحر، وألمهم ملهم شعر ومرهم أحزان.
إذا فرحوا أمتعوا إذا حزنوا أبدعوا وإذا غضبوا انبجس الشعر الصقيل شلالا،
شفى الله لنا شاعرنا وأطال لنا في عمره …

اني لأهرب من ميناء أرصفتي ** كي لا أودعَ رُكنا كنت أغشاهُ

من صفحة المدون الحسين ولد مدو

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى