باسكنو ؛ مفتشية تختزل نجاح قطاع بأكمله في كفاءة رجل “تقرير مصور “
وسط مدينة باسكنو في أقصى الشرق الموريتاني ؛ تنتصب مفتشية التهذيب الوطني وإصلاح التعليم كتحفة معمارية سقطت من السماء في هذا المنكب القاصي من أرض المنارة والرباط ..
تعود الحكاية إلى العام 2014 ؛ حيث تم رسم الأهداف السامية لقطاع التهذيب الوطني وقيادة هذا المرفق الهام عند استلامه من طرف المفتش الحسن ولد بلخير أيام كان الترك والنسيان السمات البارزة في سياسات النظام وقتها ، اتجاه التعليم بشكل عام والقائمين عليه خاصة الأمر الذي شكل تحديا كبيرا أمام أي جهد يمكن أن يرفع به ذلك التحدي في غياب الوسائل والإرادة السياسية .
من هناك بدأت قصة النجاح المنفرد للرجل الذي حول المرفق إلى قبلة لأنشطة الشركاء والفاعلين من سلطات محلية ودولية وتنسيق العمل المشرك لمصلحة بلوغ تنفيذ سياسة قطاع التهذيب الوطني الهادفة إلى ولوج جميع أبناء باسكنو لخدمة التعليم ،والإستفادة من خبرات هذه الهيئات؛وهو ما تؤكد الإحصاءات الحديثة بلوغه بنسبة تجاوزت 90% من الأطفال في سن التمدرس .
فبالشراكة المثمرة مع الهيئات العاملة في المنطقة ؛ تم تنظيم عدة ورشات تكوينية لصالح المدرسين حول مختلف المقاربات التربوية المستجدة وضرورة امتلاكها من طرف المدرسين ومن ثم تمكين الدارسين من استيعاب كفايات المناهج والبرامج المقررة وطرق تنفيذها والتخطيط لتدريسها عبر مختلف المراحل التعليمية .
إلى جانب تنظيم أيام تربوية يتنافس التلاميذ فيها بإظهار ملكاتهم في ما حصلوه من معارف ومهارات دبر كل فصل دراسي وهو ما خلق جوا من المنافسة الإيجابية بين مختلف هذه المؤسسات التعليمية في كل من مدينتي باسكنو وفصالة ومختلف المدارس الريفية في البلديات الأربع المكونة للمقاطعة والتي هي للتذكير :باسكنو فصالة المكفه واظهر.
ومن أجل اطراد العملية التعليمية زار المفتش مؤخرا غالبية المدارس في هاته البلديات منذ الأسبوع ماقبل التقويم الفصلي الأول وحتى نهايته للتأكد من التزام المدرسين بالجداول الزمنية للتقويم ، وتأطير المدرسين عن قرب وحل مختلف المشاكل المطروحة لهؤلاء وأولئك في هذه المناطق النائية حتى يشعر الجميع بأن المفتشية تواكبهم في مختلف الظروف والمواقع دعما وتفتيشا وتأطيرا .
وفي رده على أحد أسئلة فريق وكالة النعمة الإخبارية الذي واكب جملة من هذه الأنشطة عن سر النجاح في بلوغ هذه الأهداف رد المفتش الحسن ولد بلخير بالحرف “إن سر القيادة الناجحة يكمن بالدرجة الأولى في حب المهنة وتحمل المسؤولية وإشاعة روح الفريق بين مختلف الأطراف والشركاء في العملية التربوية لتأسيس مشترك يخدم تربية النشء وفق مبدإ التعليم واجب الجميع .
وبالجملة فإن الزائر للمفتشية اليوم بباسكنو يقرأ من مظهرها ماتختزله بين جدرانها من تجربة رائدة وتميز فذ صاحب مختلف محطات هذا المفتش المتواضع البشوش المتفاني في خدمة وطنه بشهادة مرؤوسيه ورؤسائه على السواء وكل من تربطه بهم علاقة من أي نوع كانت …
ولنا عودة للموضوع في تقارير مقبلة عن تجربة هذا المفتش المتميز .