نبوءة ابن خلدون بعد مرور أكثر من 6 قرون ،عن واقعنا العربي المَعِيشِ ..
وكالة النعمة الإخبارية ،عندما أستحضر نبوءة ابن خلدون في كتابه ” كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر” أي منذ 644 عاما من الآن ؛ أتخيله بينا اليوم وما تعيشه شعوبنا العربية من نكد ووجع وألام ..
ومن ذلك قوله :
“عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنا فقون والمدّعون والكتابة والقوالون والمغنون النشاز والشعراء النّظامون والمتصعلكون وضاربوا المنّدل وقارعوا الطبول والمتفقهون وقارئوا الكف والطالع والنازل والمتسيّسون والمدّاحون والهجائون وعابروا السبيل
والانتهازيون.يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف وتظهر العجائب وتعم الاشاعة ويتحول الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق ويعفو صوت الباطل ويخفق صوت الحق وتظهر على السطح وجوه مربية وتختفي وجوه مؤنسة وتشح الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه ويصبح الانتماء إلى القبيلة أشد التصاقاً والى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء والمزايدات على الانتماء ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة
وأصول الدين ويتقاذف أهل البيت الواحد التّهم بالعمّالة والخيانة وتسري الإشاعات عن هروب كبير وتحاك الدسائس والمؤامرات وتكثر النصائح من القاصي والداني وتطرح المبادرات من القريب والبعيد ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار ويتحول الوضع إلى مشروعات مهاجرين يتحول الوطن إلى محطة سفر والمراتع التي نعيش فيها إلى حقائب والبيوت إلى ذكريات والذكريات إلى حكايات” .
فهل هناك أدق وصفا لما نعيشه اليوم في واقعنا العربي من نبوءة هذا المؤرخ ؟