صناعة الجريمة تبدأ من سرقة مليارات الشعب. بدل توجيهها للتربية والتعليم والأمن والتكوين والتشغيل.
افرزت عمليات السطو والقرصنة والحرابة الأخيرة سيلا جارفا من التحاليل والتفسيرات المتعددة للظاهرة عبر الوسائط التواصلية ما اكسبها طابعا وطنيا بامتياز شغل الجميع البحث عن أسبابه وطرق علاجه ، ومن ذلك ما كتبه المدون جبريل :
كتب جبريل جالو على صفحته
نريد قتل أول سالك لهذه الطريق!! فكل طفل هو مشوع مجرم أو ضحية.
اعترضني ثلاثة لصوص. رفقة أخي. بعد صلاة العشاء. في حينا بالعاصمة. نواكشوط.. وهم يحملون سكاكينهم. ولم نكن نحمل غير دفاترنا.
أفرغوا جيوبنا ولم يجدوا شيئا. فمرروا سكاكينهم على أعناقنا. وهم يرددون في المرة القادمة نذبحكم. إذا سكلتم هذه الطريق.
وبعد سنوات التقيت أحد هؤلاء اللصوص مرارا. وقد أصبح زوجا وأبا. فقال لي مرة: هل تعرف أنني أحبك.
فقلت له لماذا?
فقال لي لأنك نجوت مني ذات ليلة. فقد كنا نريد أن نقتل أول سالك لذلك الطريق. تلك الليلة. قال لي هذا الكلام وهو يرتدي زي الحرس الوطني. فبسطت له كفي ليرى أثر الجرح الذي تركه في يدي. لقد أصبح رجل أمن وقانون..فهل نحن في أمان?
كأن القتل هو الهدف الذي أبقت لنا الحياة…لكن كيف ولماذ!!!
يقتل وحش امرأة بسبب الشهوة.
ويقتل الطفل أو يقتل وهو يلعب.
ويقتل الشيخ لأنه خرج من بيته أو من المسجد.
ويقتل الشاب بسبب هاتف محمول.
جرائم القتل لا تحل بالتسلح. فحملنا السلاح لا يجعلنا في أمان. إنما يجعلنا أكثر استعدادا للقتل. وكأن الهدف هو أن نقتل أو نقتل.
لكن كيف نوقف القتل???
أوقفوا سرقة مليارت الشعب. واصرفوا خيرات البلد في التعليم والتكوين وخلق فرص العمل والخير والعدل.
أما أن يسرق رجال ونساء أموال الدولة بدل صرفها في خدمة الإنسان وتنمية الإنسان ووعي الإنسان وأمن الإنسان فلن تكون لنا حياة ولا حياء ولا قيمة ولا مستقبل. والنتيجة هي أن كل روح منا في خطر وكل طفل هو مشروع مجرم أو ضحية.
لم يقتل الشبابُ الشيخ.. لم يقتلوه وحدهم .. إنما قتلوه برعاية نساء ورجال سمان.
فصناعة الجريمة تبدأ من سرقة مليارات الشعب. بدل توجيهها للتربية والتعليم والأمن والتكوين والتشغيل.
هذ السرقات هي السبب المباشر في انهيار التعليم والتسرب المدرسي وضياع الأبناء والشيوخ والنساء.
فالمجرم حين يطعن طعنة قاتلة في بلادنا إنما يعبر عن حالة الفساد الخانق والذي لا يمكن معه توفير أمن ولا تعليم ولا تشغيل.
كل أسبوع يخرج مليونير جديد مقابل ألف طفل يتسربون من المدارس إلى الضياع وإلى الجريمة والإدمان.
…
فلاني غادي بكرو