توثيق فترة الرئيس عبد الناصر من كتاب “الناصريون وثورة 23يوليو “
يأتى الكتاب فى إطار توثيق فترة الرئيس عبد الناصر، وهو شهادات، ووجهات نظر لبعض النخب المصرية الذين يمثلون التيار الناصرى فى مصر والعالم العربى، يدلون بشهاداتهم بعد مرور أكثر من نصف قرن على قيام الثورة، التى غيرت مجرى التاريخ ووجه الحياة السياسية، والاقتصادية والاجتماعية فى مصر وكثير من الدول العربية، ومن خلال هذا الكتاب حاول ممدوح دسوقى طرح رؤية هؤلاء الشهود خلال الفترة الزمنية التى واكبت قيام تلك الثورة، والمرحلة التالية لها بإيجابياتها وسلبياتها، بانتصاراتها وانكساراتها
ويؤكد المؤلف فى مقدمة الكتاب أنه خلال بحثه فى تاريخ ثورة 23 يوليو 1952، تأكد أن البحث فى التاريخ من الأمور الصعبة جداً بل فى غاية الصعوبة، لأنه تقابل وتحاور مع المستفيد والمتضرر من تلك الثورة، والمنصف أيضاً، أو الذى لا يزال يدافع عن الباطل، وغيره يشكك فى الحقائق، وحتى لا تضيع الفائدة من دراسة التاريخ، فكان لا بد من التجرد وعدم الانحياز، وتنحى عاطفة الحب التى تحول السيئ إلى إبداع وإنجاز، وأيضاً التجرد من عاطفة الكراهية لأنها بطبيعة الأمور ستحول الإبداع والإنجاز إلى سلبى وقبيح، وربما تستنبط من الخير شراً، وحينها ستطمس حقائق التاريخ وتضيع الفائدة من الدراسة والتعمق فى التجارب السابقة.. رغم أن التجرد من العواطف فى دراسة التاريخ أمر صعب المنال لا يصل إليه الباحث إلا بعد جهد جهيد، وذلك عندما يضع أمام عينيه أنه يدرس تاريخ حقب تاريخية سابقة، ستعرض على أجيال سوف تقود وتبنى المستقبل، لذلك يحتاج دارس التاريخ لسعة صدر، ورحابة أفق تجعله قادراً على تحمل كل ما يكتشفه فى تاريخ وطنه من نقد أو كوارث أو نكسات، حتى لا تبقى الحقائق مطمسة ومحجوبة بسبب عاطفتى الحب والبغض.
وتمنى المؤلف على القارٍئ ألا يُحمل ما جاء فيه أكثر مما يحتمل، وألا يبحث عما وراء السطور.. لإن ما جاء فى الشهادات هو ببساطة حقائق ساطعة، لا تحتاج إلى تحليل أو تفسير، كما أن الهدف منها ليس تصفية حسابات لكنه شهادة شهود عاشوا تلك الأحداث.. وبعضهم كان مشاركاً فيها، أو متابعا لها، أو مستفيدا منها، وكذلك هناك من أصابه الضرر بسببها..
نقلا عن موقع :
المصري اليوم