إلى من يهمه الأمر،/ د. محمد الأمين أحمدو
لقد غير بيتان من كلا م العرب مجري تاريخ أمة بأكملها وذلك حينما كان الحاكم ذكيا وفطنا وهو أمير المؤمنين هارون الرشيد .والبيتين هما :
وعدت هند وما كادت تعد “”
ليت هندا انجزتنا ما تعد “”
وشفت أنفسنا مما تجد
واستبدت مرة واحدة “”
انما العاجز من لا يستبد “””
لقد أورد الدمشقى فى كتابه البداية والنهاية قصة ابيات عمر ابن أبى ربيعة وما كان لها من وقع فى نفس أمير المؤمنين إذ ذاك هارون الرشيد عند ما استبد البرامكة واستوليوا على اموال بيت مال المسلمين من خلال يحى ابن خالد البرمكى الذى ولاه الامير على بيت المال وفوضه فى ذلك تفويضا تاما .
إنما العاجز من لا يستبعد
أصبح يرددها الأمير هارون الرشيد الذى كان غير حازم فى أمر البرامكة فأتخد قراره من سماع البيتن حين أدرك أن هناك أمورا لا يجدي معها سوى الاستبداد، والمقصود هنا الاستبداد في العدل فكلما ازداد واتسع نفوذ الفاسد و الظالم في ظلمه وتسلط دون أن يكون له مايوقفه عند حده ، فأمن العقوبة حتى أساء التصرف وانحرف عن جادة الصواب ، فهنا تكون غاية العجز عند عدم اتصاف العادل باخلاق الاستبداد ولو لمرة واحدة ‘ كما قال الشاعر ابن أبي ربيعة
وهذا لعمرى هو الرادع الحقيقى للظلم فلا بد من كسر حاجز الصمت وربما حاجز الأدب ، فلا قلة ادب في الحق، ولا أدب َ مع قليلي الأدب حتى لو احدث ذلك صخبا يطيح بالمخترقين لحواجز اللياقة و العرف والأدب وحتى لا يكون مشهد ناالسياسي مشهدا عبثيا ونتهم بالعجز والتدوير ينبغى أن نعي ان المشهد السياسي كالمشهد المسرحى تماما فحين يسدل الستار يسدل على الجميع .والا كان التدوير والعجز “انما العاجز من لا يستبعد.
الاستاذ محمد الأمين احمد و أحمد عبدالله