د. أحمد ولد علال/ تعيينكم وفاء لا ينبغي تأجيله

ما يثير الاستغراب — بل الأسى أحيانا — في هذا العهد، هو الصمت غير المبرر تجاه نخبة من خيرة أبناء الوطن، الذين قدموا بسخاء من وقتهم، وجهدهم، ومكانتهم الاجتماعية، ووقفوا صامدين في وجه التحديات، مرابطين في خنادق النضال السياسي والدعائي، دعمًا ومساندة لترسيخ هذا النظام، حتى تحقق له النصر تلو النصر، والشرعية تلو الشرعية، فكانوا في الطليعة عند الحاجة، لكنهم اليوم في الهامش بعد تحقق الغاية.

 

ليس حديثنا اليوم ضربًا في الهواء ولا رجما بالغيب، بل هو توثيق لمرحلة، واستحضار لوقائع يعرفها القاصي والداني. فالدكتور أحمد ولد علال ، ومن خلفه كوكبة من الأطر والكفاءات في الحوض الشرقي، وخاصة في مقاطعتي النعمة وولاتة، كانوا جنودًا مخلصين، خاضوا المعارك الانتخابية بإيمان لا يتزعزع، وتحملوا المسؤوليات في الميدان، حتى شهدت لهم صناديق الاقتراع قبل أن تشهد لهم المناصب.

 

الوزير مدير الديوان الحالي، الناني ولد أشروقه، كان شاهدًا على تلك التضحيات، بل شريكًا فيها، والوزير السابق سيد أحمد ولد محمد، رئيس حزب الإنصاف الحالي، كان يومها عونًا وداعما في خندق العمل الجاد. فهل يُعقل أن تُنسى تلك الجهود، وتُمحى تلك التضحيات بجرة صمت؟

 

السؤال الذي لا يموت

 

لمن تُهمل هذه المجموعة، رغم ولائها ونزاهتها وكفاءتها؟ لماذا يتم إبعادها في صمت، وتُقطع صلتها بالإدارة والتعيينات دون مبرر واضح؟ ما ذنب من وثق وساند وزكى، أ يكون جزاؤه التهميش والإقصاء؟

 

لقد عرف هذا النظام بنزاهته وحرصه على الإنصاف، وقد أنصف كثيرين بالفعل، لكن الحوض الشرقي — والنعمة وولاتة تحديدًا — بقيا خارج دوائر الاهتمام، وكأنهما في زمن غير هذا الزمن.

 

وفي وقت توالت فيه التعيينات، وامتلأت المراسيم بأسماء تعود وتدور في نفس المدار، لم يجد أبناء تلك الربوع مكانًا في ركب الاستحقاق، رغم أن فيهم من يفوق كثيرًا ممن تم اختيارهم من حيث المؤهلات والتجربة.

 

نداء بحجم المسؤولية

 

فخامة رئيس الجمهورية،

معالي الوزير الأول المحترم،

 

إن كان هناك من تقصير أو سوء فهم أو لحظة عتب على هذه المجموعة، فاعذرونا. نحن أبناء الدولة، وجنودها عند الحاجة، ولا نطلب إلا العدل، وهو أقرب ما يكون إلى نهجكم وسياستكم.

 

الدكتور أحمد ولد علال ليس فقط إطارًا يستحق، بل هو ركيزة من ركائز العمل الوطني، بعلمه، وتجربته، ونزاهته، وقبوله لدى الجميع، وهو قبل ذلك وبعده ابن وفيّ لهذا النظام، يستحق أن يكون حيث يجب أن يكون.

 

نرجو أن تجد كلماتنا هذه سبيلاً إلى موقع القرار، وأن يكون الإنصاف هذه المرة موجهًا إلى من وقفوا صادقين عندما احتاجهم الوطن، فلعل الوفاء لا يتأخر كثيرًا إذا ناداه الحق.

من صفحة المدون شيخنا ولد لمات

زر الذهاب إلى الأعلى