تعليقا على الخليل ولد الطيب !!!
أثار الخليل ولد الطيب باقتراحاته الأخيرة لحل مشكل الشرائحية في موريتانيا زوبعة في صفحات المدونين بوصفها تزيد من تعقيد المشكل بدل الإسهام في حله ، وتساءل أحد المدونين قائلا : هل الخليل نفسه مستعد اجتماعيا ونفسيا وعرقيا لاطلاق هذا المشروع من بيته او احد بيوتات مجتمعه……؟ وإذا كان الرد بالإيجاب ،فهل التحولات الاجتماعية برأيه تكون نتاج ارادة فردية وحتى ان كانت صادقة ؟ .
وعلق آخر :(الكلام المنسوب لنائب رئيس الحزب الحاكم، الخليل ولد الطيب حول زواج الأعراق، ليس جديدا فهو نفس الكلام الذي ظل يردده عنصريو حركة “إيرا” الذين يعتقدون أن عقدة المساواة في مجتمع البيظان مقرونة بهذا النوع من الزواج.
و هذا الكلام بدأنا نسمعه مؤخرا و بدأت تروج له بعض النخب الإنتهازية بغرض الإستهلاكـ السياسي و الإعلامي.
و بدل الحديث عن مشاكل الطلاق و التفككـ الاسري و ارتفاع مؤشرات الفقر، يخرج إلينا هذا السياسي و أشباهه بأراء تتعارض حتى مع القوانين و الشريعة.
هل أنت وصي على هذه القبائل و هذه العرقيات ؟ و من اعطاكـ الحق لتحديد اختيار لا تملكـ صفة صاحب الحق فيه ؟
مسألة الزواج، حق و اختيار شخصي، الفرد هو من يحدده و قد تكون هناكـ عوامل أخرى مجتمعية أو ثقافية تتحكم في طقوسه المختلفة اختلاف البشر، و ليست مسألة يفرضها فرد عنوة على غيره، فكل فرد يمكن أن يتصرف في حقوقه لكن حريته تنتهي عندما تبدأ حقوق و حريات الآخرين.
إن كلام الخليل ولد الطيب يحمل الكثير من المغالطات، بل هو كلام لا يختلف عن خطاب الكراهية الذي يستخدمه البعض لتشويه التجانس المجتمعي القائم بين أفراد مجتمعنا و تصوير الواقع على أنه عكس ذلكـ بترويج مثل هذه النظريات العنصرية و تسويقها تحت غطاء السياسة و حقوق الإنسان.
مسألة الزواج المتعدد الأعراق، مسألة تدخل فيها عوامل فردية و اجتماعية و تنشأ برغبة و اختيار و ليست فعل ممنهج، و لا يجوز أن تكون سلما للتسلق السياسي على حساب عادات و خصوصيات الناس، وليس الخليل و لا بيرام ، هما من يحدد حقوق القبائل و عاداتها أو حرية الإختيار عند الأفراد في المجتمع الموريتاني.
من صفحة : سيد أحمد ابنيجاره).