موانع الأحتفال بالأستقلال/ من صفحة ، الشريف المهدي الإدريسي
موانع الأحتفال بالأستقلال.
من الغريب أن نفكر
في الأمتناع عن الأحتفال بعيد الأستقلال.
لكن واقع البلد اليوم يحتم علينا وقفة تأمل لنفيق
من الوعي الزائف الذي خدرنا ولعقود من الزمن وجعلنا نتوهم أننا حصلنا
على الأستقلال.
*وهو أستغلال*
لن نحتفل بالعيد ونحن
نعاني من أستعمار ثقافي ضيع هويتتا وهدد
وحدتنا
وأفسد تعليمنا.
لن نحتفل بالعيد
وثرواتنا تنهب من طرف الأجنبي ويعطي لحكامنا الفتات منها.
لن نحتفل بالعيد وشعبنا جائع فيه من يبيت
على الطوى ومن يسلب الناس حتى يجد ما يسد به رمقه في حين أن أسماكنا يطعم بها السينغالي والأوروبي والتركي والصيني.
لن نحتفل بالعيد وبلدنا
أصبح مكبا لنفايات الأوروبيين
من المهاجرين اخذوا المفيد لهم وشروا منا حق المكب بدراهم معدودة في صفقة بيع الكرامة والسيادة.
لن نحتفل بالعيد وطوابير مرضانا تتكدس
في مستشفيات تونس والمغرب والجزائر وتركيا والسينغال في رحلة استنزاف للدخول عساها تجد طبيبا ناصحا
أو حبة دواء غير مزورة .
لن نحتفل بالعيد والعدالة غائبة بيننا ،
الثروة دولة بين مجموعة من الأسر الخاصة والغالبية الساحقة منا لاجئين
في وطنهم لا يحق لهم الولوج إلى الوظائف السامية وغير السامية إلا بالتزلف للحكام واعوانهم .
لن نحتفل بالعيد ومواطنون يقتلون على الحدود الشمالية والجنوبية بدم بارد
ولا أحد من حكامنا يتحرك.
لن نحتفل بالعيد وشبابنا أرغمه التهميش والاقصاء والبطالة إلى الهجرة راكبا أمواج الخطر فارا من جحيم الوطن.
الوطن ليس حفرة من تراب إنه الحضن الدافئ.
الاستقلال ليس نشيدا يعزف وإنما قانونا عادلا يطبق.
الاستقلال ليس يوما يستحضر وإنما بناء حضاريا يخلد في سجل التاريخ.
الاستقلال ليس قصرا يرفع فيه علم وإنما وطنا يكرم فيه المواطن ولا يصفع فيه معلم ولا يسحل فيه طبيب
ولا يسجن فيه معارض .
فهل عرفتم الآن لماذا
لا نحتفل بعيد
أستقلال مزيف.
*من نخبة النخبة*